معاني القرآن، ج ١، ص : ٤١٣
و قوله : وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ (٤٨) هذا إبليس تمثل فى صورة رجل من بنى كنانة يقال له سراقة بن جعشم. قال الفرّاء : وقوله وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ «١» من قومى بنى كنانة ألّا يعرضوا لكم، وأن يكونوا معكم على محمد (صلّى اللّه عليه وسلّم) فلمّا عاين الملائكة عرفهم ف «نكص على عقبيه»، فقال له الحرث «٢» بن هشام : يا سراقة أفرارا من غير قتال! فقال (إنى أرى ما لا ترون).
وقوله : يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا (٥٠) يريد : ويقولون، مضمرة كما قال : وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا «٣» يريد يقولون :(ربّنا). وفى قراءة عبد اللّه وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ «٤» يقولان رَبَّنا.
وقوله : وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٥١) (أنّ) فى موضع نصب إذا جعلت (ذلك) نصبا وأردت : فعلنا ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وب أَنَّ اللَّهَ. وإن شئت جعلت (ذلك) فى موضع رفع، فتجعل (أن) فى موضع رفع كما تقول : هذا ذاك.
وقوله : كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ (٥٢) يريد : كذّب هؤلاء كما كذّب آل فرعون، فنزل بهم كما نزل بآل فرعون.

(١) كذا فى أ. وفى ش، ج :«بين».
(٢) هو أخو أبى جهل. أسلم يوم الفتح. واستشهد يوم اليرموك، وقيل : فى طاعون عمواس.
(٣) آية ١٢ سورة السجدة.
(٤) آية ١٢٧ سورة البقرة


الصفحة التالية
Icon