معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٤٦
و قوله : كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (٦٩) أي فعلتم كأفعال الذين من قبلكم.
وقوله : فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ. يقول : رضوا بنصيبهم فى الدنيا من أنصبائهم فى الآخرة.
وقوله : فَاسْتَمْتَعْتُمْ أي أردتم ما أراد الذين من قبلكم.
وقوله : وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا يريد : كخوضهم الذي خاضوا.
وقوله : وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ (٧٠) يقال : إنها قريات قوم لوط وهود وصالح. ويقال : إنهم أصحاب لوط خاصّة.
جمعوا بالتاء على قوله : وَالْمُؤْتَفِكَةَ «١» أَهْوى. وكأنّ جمعهم إذ قيل الْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ على الشيع والطوائف كما قيل : قتلت الفديكات، نسبوا إلى رئيسهم أبى فديك»
وقوله : وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ (٧٢) رفع بالأكبر، وعدل عن أن ينسق على ما قبله وهو مما قد وعدهم اللّه تبارك وتعالى، ولكنه أوثر بالرفع لتفضيله كما تقول فى الكلام : قد وصلتك بالدراهم والثياب، وحسن رأيى خير لك من ذلك.
وقوله : وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ (٧٤) هذا تعيير لهم لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قدم على أهل المدينة وهم محتاجون، فأثروا من الغنائم، فقال : وما نقموا إلا الغنى ف (أن) فى موضع نصب.

(١) آية ٥٣ سورة النجم.
(٢) هو من رءوس الخوارج.


الصفحة التالية
Icon