معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٥٥
وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ يقول : ليفقّهوهم. وقد قيل فيها : إن أعراب أسد قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة، فغلت الأسعار وملئوا الطرق بالعذرات، فأنزل اللّه تبارك وتعالى : فَلَوْ لا نَفَرَ يقول : فهلّا نفر منهم طائفة ثم رجعوا إلى قومهم فأخبروهم بما تعلّموا.
وقوله : يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ (١٢٣) يريد : الأقرب فالأقرب.
وقوله : وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (١٢٤) يعنى : المنافقين يقول بعضهم لبعض : هل زادتكم هذه إيمانا؟

فأنزل اللّه تبارك وتعالى «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ» والمرض هاهنا النفاق.
وقوله : أَوَ لا يَرَوْنَ (١٢٦) (وترون) «١» بالتاء. وفى قراءة عبد اللّه «أو لا ترى أنهم» والعرب تقول : ألا ترى للقوم وللواحد كالتعجّب، وكما قيل «ذلك أزكى لهم، وذلكم» وكذلك (ألا ترى) و(ألا ترون).
وقوله : وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ (١٢٧) فيها ذكرهم وعيبهم قال بعضهم لبعض هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ إن قمتم، فإن خفى لهم القيام قاموا.
فذلك قوله : ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ دعاء عليهم.
(١) قراءة الخطاب لحمزة ويعقوب، وقراءة الغيبة للباقين. [.....]


الصفحة التالية
Icon