معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٦٠
و أكثر الكلام فى هذا الموضع أن تطرح (إذ) فيقال :
بينا تبغيه العشاء وطوفه وقع العشاء به على سرحان «١»
و معناهما واحد ب (إذ) وبطرحها «٢».
وقوله : الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ (٢٢) قراءة العامّة. وقد ذكر عن زيد بن ثابت (ينشركم) قرأها أبو جعفر «٣» المدنىّ كذلك. وكلّ صواب إن شاء اللّه.
وقوله : جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ يعنى الفلك فقال : جاءتها، وقد قال فى أوّل الكلام وَجَرَيْنَ بِهِمْ ولم يقل : وجرت، وكلّ صواب تقول : النساء قد ذهبت، وذهبن. والفلك تؤنث وتذكر، وتكون واحدة وتكون جمعا.
وقال فى يس فِي الْفُلْكِ «٤» الْمَشْحُونِ فذكّر الفلك، وقال هاهنا : جاءتها، فأنث.
فإن شئت جعلتها هاهنا واحدة، وإن شئت : جماعا. وإن شئت جعلت الهاء فى (جاءتها) للريح كأنك قلت : جاءت الريح الطيّبة ريح عاصف. واللّه أعلم بصوابه. والعرب تقول : عاصف وعاصفة، وقد أعصفت الريح، وعصفت.
وبالألف لغة لبنى أسد أنشدنى بعض بنى دبير :
حتى إذا أعصفت ريح مزعزعة فيها قطار ورعد صوته زجل «٥»

(١) التبغى : الطلب. والسرحان : الذئب. والطوف : الطواف. يريد أنه حين طلب الخير لنفسه أصابه الهلاك، وقد ضرب له مثلا من يبغى العشاء فيصادفه ذئب يأكله، وهو مثل لهم قال فى مجمع الأمثال :«يضرب فى طلب الحاجة يؤدّى صاحبها إلى التلف». وفى أصله أقاويل مختلفة.
(٢، ٣) وكذلك ابن عامر.
(٤) فى الآية ٤١ [.....]
(٥) مزعزعة : شديدة تحريك الأشجار : وقطار جمع قطر، يريد : ما قطر وسال من المطر.
وزجل : مصوّت.


الصفحة التالية
Icon