معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٦٤
«إنهم» كان صوابا على الابتداء. وكذلك قوله آمَنْتُ «١» أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وكسرها أصحاب»
عبد اللّه على الابتداء.
وقوله : أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى (٣٥) يقول : تعبدون ما لا يقدر على النقلة من مكانه، إلا أن يحوّل وتنقلوه.
وقوله : وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى (٣٧) المعنى - واللّه أعلم - : ما كان ينبغى لمثل هذا القرآن أن يفترى. وهو فى معنى :
ما كان هذا القرآن ليفترى. ومثله وَما كانَ «٣» الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً أي ما كان ينبغى لهم أن ينفروا لأنهم قد كانوا نفروا كافّة، فدلّ المعنى على أنه لا ينبغى لهم أن يفعلوا مرّة أخرى. ومثله وَما كانَ «٤» لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ أي ما ينبغى لنبىّ أن يغلّ، ولا يغل «٥». فجاءت (أن) على معنى ينبغى كما قال ما لَكَ «٦» أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ والمعنى : منعك، فأدخلت (أن) فى (مالك) إذ كان معناها : ما منعك. ويدلّ على أن معناهما واحد أنه قال له فى موضع :(ما منعك) «٧»، وفى موضع (مالك) وقصّة إبليس واحدة.
وقوله : إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ (٤٤) للعرب فى (لكن) لغتان : تشديد النون وإسكانها. فمن شدّدها نصب بها الأسماء، ولم يلها فعل ولا يفعل. ومن خفّف نونها وأسكنها لم يعملها فى شىء اسم
(٢) وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٣) آية ١٢٢ سورة التوبة.
(٤) آية ١٦١ سورة آل عمران.
(٥) يشير إلى القراءتين فى الآية. وانظر ص ٢٤٦ من هذا الجزء.
(٦) آية ٣٢ سورة الحجر.
(٧) كما فى الآية ١٢ من سورة الأعراف. [.....]