معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٨٠
و هذا قوة للرفع، والنصب فى قوله : ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ.
لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم. وأنشدونا بيت النابغة :
...... وما بالربع من أحد «١» إلا أوارىّ ما إن لا أبيّنها قال الفراء : جمع فى هذا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد : لا، وإن، وما. والنصب فى هذا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز، والإتباع من كلام تميم.
وقوله : وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (١٠٠) : العذاب والغضب. وهو مضارع لقوله الرجز، ولعلهما لغتان بدّلت السين زايا كما قيل الأسد والأزد «٢».

(١) ما أورده للنابغة من بيتين هما :
وقفت فيها أصيلانا أسائلها عيت جوابا وما بالربع من أحد
إلا أوارىّ ما إن لا أبينها والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد
و قوله :«ما إن لا أبينها». فالرواية المشهورة :«لأياما أبينها». وتقدم البيتان فى ص ٢٨٨ من هذا الجزء.
(٢) وهو أبو حى من اليمن. ومن أولاده الأنصار.
تم بحمد اللّه وتوفيقه طبع الجزء الأوّل من كتاب معانى القرآن للفراء ويتلوه إن شاء اللّه الجزء الثاني، وأوّله سورة هود


الصفحة التالية
Icon