معاني القرآن، ج ١، ص : ٨١
و إذا كان الموضع فيه ما يكون معناه معنى القول ثم ظهرت فيه أن فهى منصوبة الألف. وإذا لم يكن ذلك الحرف يرجع إلى معنى القول سقطت أن من الكلام.
فأمّا الذي يأتى بمعنى القول فتظهر فيه أن مفتوحة فقول اللّه تبارك وتعالى :
«إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ» «١» جاءت أن مفتوحة لأن الرسالة قول.
وكذلك قوله «فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ. أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا» «٢» والتخافت قول. وكذلك كلّ ما كان فى القرآن. وهو كثير. منه قول اللّه «وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» «٣».
ومثله :«فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ [عَلَى الظَّالِمِينَ ]» «٤» الأذان قول، والدعوى قول فى الأصل.
وأمّا ما ليس فيه معنى القول فلم تدخله أن فقول اللّه «وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا» «٥» فلمّا لم يكن فى «أَبْصَرْنا» كلام يدلّ على القول أضمرت القول فأسقطت أن لأن ما بعد القول حكاية لا تحدث معها أن. ومنه قول اللّه «وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ» «٦». معناه : يقولون أخرجوا. ومنه قول اللّه تبارك وتعالى :«وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا». معناه يقولان «رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا» وهو كثير. فقس بهذا ما ورد عليك.

(١) آية ١ سورة نوح.
(٢) آية ٢٣ - ٢٤ سورة القلم.
(٣) آية ١٠ سورة يونس.
(٤) آية ٤٤ سورة الأعراف.
(٥) آية ١٢ سورة السجدة. [.....]
(٦) آية ٩٣ سورة الأنعام.


الصفحة التالية
Icon