معاني القرآن، ج ١، ص : ٩٢
و قوله : كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ... (١٥٠)
جواب لقوله :(فاذكرونى أذكركم) : كما أرسلنا، فهذا جواب (مقدّم ومؤخّر) «١».
وفيها وجه آخر : تجعلها من صلة ما قبلها لقوله :«أَذْكُرْكُمْ» ألا ترى أنه قد جعل لقوله :«فَاذْكُرُونِي» جوابا مجزوما، (فكان فى ذلك دليل) «٢» على أن الكاف التي فى (كما) لما قبلها لأنك تقول فى الكلام : كما أحسنت فأحسن. ولا تحتاج إلى أن تشترط ل (أحسن) لأن الكاف شرط، معناه افعل كما فعلت. وهو فى العربية أنفذ «٣» من الوجه الأوّل مما جاء به التفسير وهو صواب بمنزلة جزاء يكون له جوابان مثل قولك : إذا أتاك فلان فأته ترضه. فقد صارت (فأته) و(ترضه) جوابين.
وقوله : وَاشْكُرُوا لِي... (١٥٢)
العرب لا تكاد تقول : شكرتك، إنما تقول : شكرت لك، ونصحت لك.
ولا يقولون : نصحتك، وربما قيلتا قال بعض الشعراء :
هم جمعوا بؤسى ونعمى عليكم فهلّا شكرت القوم إذ لم تقاتل
و قال النابغة :
نصحت بنى عوف فلم يتقبّلوا رسولى ولم تنجح لديهم وسائلى

(١) أي مقدّم فى اللفظ، مؤخر فى النية. والعبارة فى الطبرىّ ٢/ ٢٢ :«و زعموا أن ذلك من المقدّم الذي معناه التأخير».
(٢) فى ج، وش «فكان ذلك دليلا».
(٣) فى ج، وش :«أقعد».


الصفحة التالية
Icon