معاني القرآن، ج ١، ص : ٩٥
من كافر لكسرة الألف لأنه حرف واحد، فصارت «إِنَّا لِلَّهِ» كالحرف الواحد لكثرة استعمالهم إياها، كما قالوا : الحمد للّه.
وقوله : فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما... (١٥٨)
كان المسلمون قد كرهوا الطواف بين الصفا والمروة لصنمين كانا عليهما، فكرهوا أن يكون ذلك تعظيما للصنمين، فأنزل اللّه تبارك وتعالى :(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) وقد قرأها بعضهم «١» «ألّا يطّوف» وهذا يكون على وجهين أحدهما أن تجعل «لا» مع «أن» صلة على معنى الإلغاء كما قال :«ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ» والمعنى : ما منعك أن تسجد. والوجه الآخر أن تجعل الطواف بينهما يرخّص فى تركه.
والأوّل المعمول به.
وقوله : وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً... (١٥٨)
تنصب على (جهة فعل) «٢». وأصحاب عبد اللّه «٣» وحمزة «و من يطّوّع» لأنها فى مصحف «٤» عبد اللّه «يتطوع».
وقوله : أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) قال ابن عباس :«اللَّاعِنُونَ» كلّ شىء على وجه الأرض إلا الثقلين.
[و] «٥» قال عبد اللّه بن مسعود : إذا تلا عن الرجلان فلعن أحدهما صاحبه وليس أحدهما
(٢) يريد فتح العين فى «تطوع» على أنه فعل ماض. وفى أ: «جهة ومن تطوع خيرا فعل».
(٣) لا ندرى ماذا يريد بأصحاب عبد اللّه، فإن قراءة «يطوع» تنسب لحرة والكسائي.
(٤) فى ج، ش : مصاحف.
(٥) زيادة خلت منها الأصول.