معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٠٢
بوجهين قوله (إِنَّ «١» لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا) و(سبخا) «٢» بالحاء والخاء. والسّبخ :
السعة. وسمعت العرب تقول : سبّخى صوفك وهو شبيه بالندف، والسّبح نحو من ذلك، وكلّ صواب بحمد اللّه.
وقوله : يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ [٤٨] الظّلّ يرجع على كلّ شىء من جوانبه، فذلك تفيّؤه. ثم فسّر فقال :(عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) فوحّد اليمين وجمع الشمائل. وكل ذلك جائز فى العربيّة.
قال الشاعر «٣» :
بفي الشامتين الصخر إن كان هدّنى رزيّة شبلى مخدر فى الضراغم
و لم يقل : بأفواه الشامتين. وقال الآخر «٤» :
الواردون وثيم فى ذراسبأ قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
و قال الآخر/ ٩٥ :
فباست بنى عبس وأستاه طيّئ وباست بنى دودان حاشا بنى نصر
فجمع ووحّد. وقال الآخر :
كلوا فى نصف بطنكم تعيشوا فإنّ زمانكم زمن خميص «٥»
فجاء التوحيد لأن أكثر الكلام يواجه به الواحد، فيقال : خذ عن يمينك وعن شمالك لأن المكلّم واحد والمتكلّم كذلك، فكأنه إذا وحّد ذهب إلى واحد من القوم، وإذا جمع فهو الذي لا مسألة فيه. وكذلك قوله :

(١) الآية ٧ سورة المزمل.
(٢) هذه قراءة ابن يعمر وعكرمة وابن أبى عبلة كما فى البحر المحيط ٨/ ٣٦٣. وهى قراءة شاذة.
(٣) هو الفرزدق يرثى ابنين له. والمخدر : الأسد، والضراغم جمع ضرغم وهو الأسد أيضا. وانظر الديوان ٧٦٤.
(٤) هو جرير فى هجاء عمر بن لجأ التيمي. والرواية فى الديوان طبعة بيروت ٢٥٢ :«تدعوك ثيم وثيم... أراد بعض جلد الجواميس أنهم أسرى وفى أعناقهم أطواق من جلد الجواميس.
(٥) ورد فى أمالى ابن الشجري ١/ ٣١١ و٢/ ٣٨ و٣٤٣. وفيه :«تعفوا»
فى مكان «تعيشوا».


الصفحة التالية
Icon