معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٠٩
فرجع إلى اللبن لأن اللبن والألبان يكون فى معنى واحد. وقال الكسائي (نسقيكم ممّا بطونه) : بطون ما ذكرناه، وهو صواب، أنشدنى بعضهم :
مثل الفراخ نتقت حواصله»
و قال الآخر :
كذاك ابنة الأعيار خافى بسالة الرجال وأصلال الرجال أقاصره «٢» ولم يقل أقاصرهم. أصلال «٣» الرجال : الأقوياء منهم.
وقوله (سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) يقول : لا يشرق باللبن ولا يغصّ به.
وقوله تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً [٦٧] هى الخمر قبل أن تحرّم. والرزق الحسن الزبيب والتمر وما أشبههما.
وقوله : وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ [٦٨] ألهمها ولم يأتها رسول.
وقوله :(أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) وهى سقوف البيوت.
وقوله :(ذُلُلًا) [٦٩] نعت للسبل. يقال : سبيل ذلول وذلل للجمع ويقال : إن الذّلل نعت للنحل أي ذللّت لأن يخرج الشراب من بطونها.
وقوله (شِفاءٌ لِلنَّاسِ) يعنى العسل دواء ويقال (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) يراد بالهاء القرآن، فيه بيان الحلال والحرام :

(١) انظر ص ١٣٠ من الجزء الأول.
(٢) الأعيار جمع العير ومن معانيه السيد والملك، وكأن هذا هو المراد هنا. وقوله :«كذاك» فى اللسان (قصر) :
«إليك» وأقاصره جمع الأقصر. يقول لها : لا تعيبينى بالقصر فإن أصلال الرجال ودهاتهم أقاصرهم. وانظر ص ١٢٩ من الجزء الأول. [.....]
(٣) هو جمع صل، وهو فى الأصل الحية.


الصفحة التالية
Icon