معاني القرآن، ج ٢، ص : ١١٦
بأمرها، فأخبرهم بآيات وعلامات، فقالوا : متى تقدم؟ فقال : يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق. فقالوا : هذه علامات نعرف بها صدقه من كذبه. فغدوا من وراء العقبة يستقبلونها، فقال قائل : هذه واللّه الشمس قد شرقت ولم تأت. وقال آخر : هذه واللّه العير يقدمها جمل أورق كما قال محمد صلى اللّه عليه وسلم. ثم لم يؤمنوا.
وقوله : أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا [٢] يقال : ربّا، ويقال : كافيا.
وقوله : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا [٣] منصوبة على النداء ناداهم : يا ذرّيّة من حملنا مع نوح، يعنى فى أصلاب الرجال وأرحام النساء ممّن لم يخلق.
وقوله : وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ [٤].
أعلمناهم أنهم سيفسدون مرّتين.
وقوله :(فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) يقول : عقوبة أولى المرّتين، وهو أول الفسادين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ «١» عِباداً لَنا) يعنى بختنصّر فسبى وقتل.
وقوله :(فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) يعنى : قتلوكم بين بيوتكم (فَجاسُوا) فى معنى أخذوا وحاسوا أيضا بالحاء فى ذلك المعنى.
وقوله : ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ [٦] يعنى على بختنصّر جاء رجل بعثه اللّه عزّ وجلّ على بختنصّر فقتله وأعاد اللّه إليهم ملكهم وأمرهم، فعاشوا، ثم أفسدوا وهو آخر الفسادين.
وقوله : فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ [٧] يقول القائل : أين جواب (إذا)؟
ففيه وجهان. يقال : فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم ليسوء اللّه وجوهكم «٢» لمن قرأ بالياء. وقد يكون
(٢) هى قراءة ابن عامر وأبى بكر وحمزة وخلف، كما في الإتحاف.