معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٣٥
تكتب بالألف فى نصبها وكسرها وضمّها مثل قولك : أمروا، وأمرت، وقد جئت «١» شيئا إمرا فذهبوا هذا المذهب. قال : ورأيتها «٢» فى مصحف عبد اللّه (شيأ) فى رفعه وخفضه بالألف.
ورأيت يستهزءون يستهزأون بالألف وهو القياس. والأوّل أكثر فى الكتب، وقوله : فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ [١١] بالنوم «٣».
وقوله :(سِنِينَ عَدَداً) العدد هاهنا فى معنى معدودة واللّه أعلم. فإذا كان ما قبل العدد مسمّى مثل المائة والألف والعشرة والخمسة كان فى العدد وجهان :
أحدهما : أن تنصبه على المصدر فتقول : لك عندى عشرة عددا. أخرجت العدد من العشرة لأن فى العشرة معنى عدّت، كأنك قلت : أحصيت وعدّت عددا وعدّا. وإن شئت رفعت العدد، تريد : لك عشرة معدودة فالعدد هاهنا مع السنين بمنزلة قوله تبارك وتعالى فى يوسف (وَ شَرَوْهُ «٤» بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) لأن الدراهم ليست بمسمّاة «٥» بعدد. وكذلك ما كان يكال ويوزن تخرجه (إذا جاء «٦») بعد أسمائه على الوجهين «٧». فتقول لك عندى عشرة أرطال وزنا ووزن وكيلا وكيل على ذلك.
وقوله : ١٠٣ ا - لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى [١٢] رفعت أيّا بأحصى لأن العلم ليس بواقع على أيّ إنما هو : لتعلم بالنظر والمسألة وهو كقولك اذهب فاعلم لى أيّهم قام، أفلا ترى أنك إنما توقع العلم على من تستخبره. ويبيّن ذلك أنك تقول : سل عبد اللّه أيّهم قام فلو حذفت عبد اللّه لكنت له مريدا، ولمثله من المخبرين.
(٢) أي الهمزة
(٣) ش :«فى النوم»
(٤) الآية ٢٠ سورة يوسف
(٥) ش، ب :«بمسميات»
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا
(٧) ب :«وجهين»