معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٥١
لم يأت. وكأنهم أنزلوا المهموز. بمنزلة الياء والواو لأن الهمز قد يترك فتلحقهما «١».
وما كان مفعل مشتقّا من أفعلت فلك فيه ضمّ الميم من اسمه ومصدره. ولك أن تخرجه على أوّليته قبل أن تزاد عليه «٢» الألف. فتقول : أخرجته مخرجا ومخرجا، وأنزلته منزلا ومنزلا.
وقرئ (أَنْزِلْنِي «٣» مُنْزَلًا «٤» مُبارَكاً) (وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) و(مُنْزَلًا «٥»).
وما كان ممّا يعمل به من الآلة مثل «٦» المروحة والمطرقة وأشباه ذلك مما تكون فيه الهاء «٧» أو لا تكون فهو مكسور الميم منصوب العين مثل المدرع والملحف والمطرق وأشباه ذلك. إلا أنهم. قالوا : المطهرة والمطهرة، والمرقاة والمرقاة والمسقاة والمسقاة. فمن كسرها شبّهها بالآلة التي يعمل بها. ومن فتح قال : هذا موضع يفعل فيه فجعله مخالفا ففتح «٨» الميم ألا ترى أن المروحة وأشباهها آلة يعمل بها، وأن المطهرة والمرقاة فى موضعهما لا تزولان يعمل «٩» فيهما.
وما كان مصدرا مؤنّثا فإنّ العرب قد ترفع عينه مثل المقدرة وأشباهه «١٠». ولا يفعلون ذلك فى مذكّر ليست فيه الهاء لأن الهاء إذا أدخلت «١١» سقط عنها بناء فعل يفعل فصارت اسما مختلفا، ومفعل يبنى على يفعل، فاجتنوا الرّفعة فى مفعل، لأن خلقة يفعل التي يلزمها الضمّ كرم يكرم فكرهوا «١٢» أن يلزموا العين من ١٠٦ ب مفعل ضمّة فيظنّ الجاهل أن فى مفعل فرقا يلزم كما يلزم فعل يفعل الفروق، ففتحت إرادة أن تخلط بمصادر الواقع. فأمّا قول الشاعر :
(٢) ا :«عليها» أي على أوليته. [.....]
(٣) الآية ٢٩ سورة المؤمنين.
(٤، ٥) قراءة فتح الميم لأبى بكر، وقراءة الضم للباقين.
(٦) ا :«نحو».
(٧) ا :«و».
(٨) ا :«بفتح».
(٩) ا :«بفعل».
(١٠) ا :«أشباهها».
(١١) ا :«دخلت».
(١٢) ا :«فتركوا».