معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٦٦
و قوله :(يسّاقط) ويقرأ (تسّاقط «١» عليك) وتساقط «٢» وتساقط «٣» (بالتاء) «٤» فمن قرأها يسّاقط ذهب إلى الجذع. وقد قرأها البراء بن عازب بالياء، وأصحاب عبد اللّه (تساقط) يريدون النخلة، فإن شئت شدّدت وإن شئت خففت. وإن قلت (تساقط عليك) كان صوابا. والتشديد والتخفيف فى المبدوء بالتاء والتشديد فى المبدوء بالياء خاصّة. ولو قرأ قارئ تسقط عليك رطبا يذهب إلى النخلة أو قال يسقط عليك رطبا يذهب إلى الجذع كان صوابا.
وقوله (جَنِيًّا) الجنيّ والمجنىّ واحد وهو مفعول به.
وقوله : وَقَرِّي عَيْناً [٢٦] جاء فى التفسير : طيبى نفسا. وإنما نصبت العين لأن الفعل كان لها، فصيّرته للمرأة. معناه : لتقرر عينك، فإذا حوّل الفعل عن صاحبه إلى ما قبله نصب صاحب الفعل على التفسير. ومثله (فَإِنْ طِبْنَ «٥» لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) وإنما معناه : فإن طابت أنفسهنّ لكم، وضاق به ذرعا وضقت به ذرعا، وسؤت به ظنّا إنما (معناه «٦» : ساء به ظنّى) وكذلك مررت برجل حسن وجها إنما كان «٧» معناه : حسن وجهه، فحوّلت فعل الوجه إلى الرجل فصار الوجه مفسّرا.
فابن على ذا ما شئت. وقوله :(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) أي صمتا.
وقوله : لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا [٢٧] الفرىّ : الأمر العظيم. والعرب تقول : يفرى الفرىّ إذا هو أجاد العمل أو السّقى ففضل الناس قيل هذا فيه. وقال الراجز «٨».

(١، ٢، ٣) قراءة (يساقط) بالياء وتشديد السين لأبى بكر فى بعض طرقه وليعقوب. (تساقط) بفتح التاء، وتخفيف السين لحمزة وافقه الأعمش. وقرأ حفص (تساقط) بضم التاء وتخفيف السين. وقرأ الباقون بفتح التاء وتشديد السين (تساقط).
(٤) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٥) الآية ٤ سورة النساء.
(٦) فى ش :«إنما هو ساء به ظنا» وقد يكون الأصل :«ظنه» فى مكان «ظنه» ليستقيم الكلام.
(٧) سقط فى ش. [.....]
(٨) فى اللسان عن الفراء أنه زرارة بن صعب يخاطب العامرية.


الصفحة التالية
Icon