معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٨٤
خفيفة «١» وفى قراءة عبد اللّه :(وأسروا النجوى أن هذان ساحران) وفى قراءة أبىّ (إن ذان إلّا ساحران) فقراءتنا «٢» بتشديد (إنّ) وبالألف على جهتين.
إحداهما على لغة بنى الحارث بن كعب : يجعلون الاثنين فى رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وأنشدنى رجل من الأسد عنهم. يريد بنى الحارث :
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمّما «٣»
قال : وما رأيت أفصح من هذا الأسدىّ وحكى هذا الرجل عنهم : هذا خطّ يدا أخى بعينه.
وذلك - وإن كان قليلا - أقيس لأنّ العرب قالوا : مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمّة (لأن الواو «٤» لا تعرب) ثم قالوا : رأيت المسلمين فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم. فلمّا رأوا أن «٥» الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحا : تركوا الألف تتبعه، فقالوا : رجلان فى كل حال.
وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف فى كلا الرجلين فى الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلّا بنى كنانة فإنهم يقولون : رأيت كلى الرجلين ومررت بكلى الرجلين. وهى قبيحة قليلة، مضوا على القياس.
والوجه الآخر أن تقول : وجدت الألف (من «٦» هذا دعامة وليست بلام فعل، فلمّا ثنّيت زدت عليها نونا ثم تركت الألف) ثابتة على حالها لا تزول على «٧» كلّ حال كما قالت العرب (الذي) ثم زادوا نونا تدلّ على الجماع، فقالوا : الذين فى رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) فى رفعه ونصبه وخفضه. وكنانة يقولون (اللّذون).
(٢) هى قراءة نافع وابن عامر وأبى بكر وحمزة والكسائي وأبى جعفر ويعقوب وخلف.
(٣) هو للمتلمس كما فى اللسان (صمم) والشجاع : الذكر من الحيات. وصمم : عض فى العظم.
(٤) هى قراءة نافع وابن عامر وأبى بكر وحمزة والكسائي وأبى جعفر ويعقوب وخلف.
(٥) سقط فى ا. [.....]
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٧) ا :«فى».