معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٨٦
أجود من الرفع لأنه شىء ليس بعامّ مثل ما ترى من معنى قوله (فَإِمْساكٌ) و(فَصِيامُ «١» ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) لمّا كان المعنى يعمّ الناس فى الإمساك بالمعروف وفى صيام الثلاثة الأيام فى كفّارة اليمين كان كالجزاء فرفع لذلك. والاختيار إنما هى فعلة واحدة، ومعنى (أفلح) عاش ونجا.
وقوله : يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى [٦٦] (أنّها) فى موضع رفع. ومن قرأ (تخيّل) أو (تخيّل) فإنها فى موضع نصب لأن المعنى تتخيل بالسعي لهم وتخيّل كذلك، فإذا ألقيت الباء نصبت كما تقول : أردت بأن أقوم ومعناه : أردت القيام، فإذا ألقيت الباء نصبت. قال اللّه (وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ «٢») ولو ألقيت الباء نصبت فقلت : ومن يرد فيه إلحادا بظلم.
وقوله : فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى [٦٧] أحسّ ووجد.
وقوله : إِنَّما صَنَعُوا كيد سحر [٦٩] جعلت (ما) فى مذهب الذي : إن الذي صنعوا كيد سحر، وقد قرأه «٣» بعضهم (كَيْدُ ساحِرٍ) وكلّ صواب، ولو نصبت (كيد سحر) كان صوابا، وجعلت (إنما) حرفا واحدا كقوله (إِنَّما تَعْبُدُونَ «٤» مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً).
وقوله :(وَ لا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى ) جاء فى التفسير أنه يقتل حيثما وجد.
وقوله : فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ [٧١] ويصلح فى مثله من الكلام عن وعلى والباء.
وقوله (وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) يصلح (على) فى موضع (فى) وإنما صلحت (فى) لأنّه يرفع فى الخشبة فى طولها فصلحت (فى) وصلحت (على) لأنه يرفع فيها فيصير عليها، وقد
(٢) الآية ٢٥ سورة الحج.
(٣) القراءة الأولى لحمزة والكسائي وخلف. والأخيرة للباقين.
(٤) الآية ١٧ سورة العنكبوت.