معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٨٨
و لم يقل : يجنك الجنى. وقال الآخر «١» :
هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع «٢»
و قال الآخر «٣» :
ألم يأتيك والأنباء تنمى بما لاقت لبون بنى زياد «٤»
فأثبت فى (يأتيك) الياء وهى فى موضع جزم لسكونها فجاز «٥» ذلك.
وقوله : فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي [٨١] الكسر فيه أحبّ إلىّ «٦» من الضم لأن الحلول ما وقع من يحلّ، ويحلّ : يجب، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع. وكلّ صواب إن شاء اللّه. والكسائىّ جعله على الوقوع وهى فى قراءة الفرّاء بالضمّ مثل الكسائىّ سئل عنه فقاله، وفى قراءة «٧» عبد اللّه أو أبيّ (إن شاء اللّه) (ولا يحلّنّ عليكم غضبى ومن يحلل عليه) مضمومة. وأمّا قوله (أَمْ أَرَدْتُمْ «٨» أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ) فهى مكسورة. وهى مثل الماضيتين، ولو ضمّت كان صوابا فإذا قلت حلّ بهم العذاب كانت يحلّ بالضم لا غير، فإذا قلت : على أو قلت يحلّ لك كذا وكذا فهو بالكسر.
وقوله : ثُمَّ اهْتَدى [٨٢] : علم أن لذلك ثوابا وعقابا.
وقوله : قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي [٨٤] وقد قرأ بعض القراء (أولاى على أثرى) بترك

(١) ا :«آخر».
(٢) الشعر لأبى عمرو بن العلاء وهو زبان. يخاطب الفرزدق وكان هجاه ثم اعتذر إليه. وانظر معجم الأدباء ١١/ ١٥٨. وانظر ص ١٦٢ من الجزء الأول.
(٣) ا :«آخر».
(٤) هو لقيس بن زهير العبسي. وانظر ص ١٦١ من الجزء الأول.
(٥) ا :«جاز».
(٦) سقط فى ا.
(٧) ا :«حرف».
(٨) الآية ٨٦ سورة طه.


الصفحة التالية
Icon