معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٩٢
و قوله : يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ [١٠٨] يتّبعون صوت الداعي للحشر (لا عِوَجَ لَهُ) يقول لا عوج لهم عن الداعي فجاز أن يقول (لَهُ) لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تقول فى الكلام :
دعوتنى دعوة لا عوج لك عنها أي إنّى لا أعوج لك ولا عنك.
وقوله :(إِلَّا هَمْساً) يقال : نقل الأقدام إلى المحشر. ويقال : إنه الصّوت الخفىّ. وذكر عن ١١٤ ب ابن عباس أنّه تمثّل :
و هنّ يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا
فهذا «١» صوت أخفاف الإبل فى سيرها.
وقوله : يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ [١٠٩] (من) فى موضع نصب لا تنفع إلا من أذن له أن يشفع فيه.
وقوله :(وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا) كقولك «٢» : ورضى منه عمله وقد يقول الرجل. قد رضيت لك عملك ورضيته منك.
وقوله : يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ [١١٠] يعنى ملائكته الذين عبدهم من عبدهم. فقال :
هم «٣» لا يعلمون ما بين أيديهم وما خلفهم، هو الذي يعلمه. فذلك قوله :(وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).
وقوله : وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [١١١].
يقال نصبت له وعملت له وذكر أيضا أنه وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع وهو فى معنى العربيّة أن يقول الرجل عنوت لك : خضعت لك وأطعتك. ويقال الأرض لم تعن بشىء أي لم تنبت شيئا، ويقال : لم تعن بشىء والمعنى واحد كما قيل : حثوت عليه «٤» التراب وحثيت

(١) ا :«و هو».
(٢) ا :«كذلك».
(٣) ا :«فهم».
(٤) ا :«عليك».


الصفحة التالية
Icon