معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٩٦
الغروب. وإن شئت خفضت أطراف تريد وسبّحه من الليل ومن أطراف النهار، ولم أسمعها «١» فى القراءة، ولكنها مثل قوله (وَ مِنَ اللَّيْلِ «٢» فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) (وإدبار السجود) وقرأ حمزة «٣» وإدبار السجود. ويجوز فى الألف الفتح والكسر ولا يحسن كسر الألف إلّا فى القراءة.
وقوله (لَعَلَّكَ تَرْضى ) و(ترضى) ومعناهما واحد لأنك إذا رضيت فقد أرضيت. وكان حمزة وأصحاب عبد اللّه يقرءونها ترضى. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى أبو بكر وأخوه الحسن بن عيّاش عن عاصم عن أبى عبد الرحمن أنه قرأ لعلك (ترضى بضم التاء).
وقوله : وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ [١٣١] يريد : رجالا منهم.
وقوله (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) نصبت الزهرة على الفعل «٤» متعناهم به زهرة فى/ ١١٥ ب الحياة وزينة فيها. و(زهرة) وإن كان معرفة فإن العرب تقول : مررت به الشريف الكريم. وأنشدنى بعض بنى فقعس :
أبعد الذي بالسّفح سفح كواكب رهينة رمس من تراب وجندل «٥»
فنصب الرهينة بالفعل، وإنما وقع على الاسم الذي هو الرهينة خافض فهذا أضعف من (متّعنا) وأشباهه.
وقوله : لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً [١٣٢]. أجرا على ذلك. وكذلك قوله (وَ رِزْقُ «٦» رَبِّكَ) يريد :
و ثواب ربك.

(١) رويت عن الحسن كما فى الإتحاف.
(٢) الآية ٤٠ سورة ق. قرأ نافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة وافقهم ابن محيصن والأعمش. وقرأ الباقون بفتح الهمزة. وظاهر كلام المؤلف أن بعضهم قرأ بخفض الراء عطفا على (الليل) ولم أقف عليه. [.....]
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٤) يريد أنها نصبت على الحال.
(٥) كواكب : جبل. والرمس : القبر.
(٦) فى الآية ١٣١ سورة طه.


الصفحة التالية
Icon