معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٠٩
و قوله : وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ [٨٠] و(ليحصنكم) «١» و(لنحصنكم «٢») فمن قال :(ليحصنكم) بالياء كان لتذكير الّلبوس. ومن قال :(لِتُحْصِنَكُمْ) بالتاء ذهب إلى ثأنيث الصنعة. وإن شئت جعلته لتأنيث الدروع لأنها هى اللبوس. ومن قرأ :(لنحصنكم)، بالنون يقول :
لنحصنكم نحن : وعلى هذا المعنى يجوز (ليحصنكم) بالياء اللّه من بأسكم أيضا.
وقوله : تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ [٨١] كانت تجرى بسليمان إلى كلّ موضع ثم تعود به من يومه إلى منزله. فذلك قوله (تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ).
وقوله : وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ [٨٢] دون الغوص. يريد سوى الغوص.
من البناء.
وقوله :(وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) للشياطين «٣». وذلك أنهم كانوا يحفظون من إفساد ما يعملون فكان «٤» سليمان إذا فرغ بعض الشياطين من عمله وكّله بالعمل الآخر، لأنه كان إذا فرغ ممّا يعمل فلم يكن له شغل كرّ على تهديم ما بنى فذلك قوله :(وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ).
وقوله : وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ [٨٤] ذكر «٥» أنه كان لأيّوب سبعة بنين وسبع بنات فماتوا فى بلائه. فلمّا كشفه اللّه عنه أحيا اللّه له بنيه وبناته، وولد له بعد ذلك مثلهم. فذلك قوله :
(أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً) فعلنا ذلك رحمة.
وقوله : فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [٨٧] يريد أن لن نقدر عليه من العقوبة ما قدرنا.
وقوله :(فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) يقال : ظلمة البحر، وبطن الحوت «٦» ومعاها (مقصور) الذي كان فيه يونس فتلك الظلمات.
(٢) قراءة التاء لابن عامر وحفص وأبى جعفر وافقهم الحسن وقراءة النون لأبى بكر ورويس وقراءة الياء للباقين :
(٣) سقط فى ا
(٤) ا :«و كان»
(٥) ش :«ذلك»
(٦) أي معى الحوت وكأنه أنثه ذهابا به إلى السمكة