معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢١٥
جيّد فى العربية :(لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، وليس بمذهب النشوان والنّشاوى «١». والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع أو الجريح فيجمعونه على الفعلى فجعلوا الفعلى علامة لجمع كل ذى زمانة وضرر وهلاك. ولا يبالون أكان واحده فاعلا أم «٢» فعيلا أم «٣» فعلان فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه. ولو قيل (سكرى) على أن الجمع يقع عليه «٤» التأنيث فيكون كالواحدة كان وجها، كما قال اللّه :(وَ لِلَّهِ «٥» الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) (والْقُرُونِ «٦» الْأُولى ) والناس. جماعة فجائز أن يقع ذلك عليهم. وقد قالت العرب : قد جاءتك الناس :
و أنشدنى بعضهم :
أضحت بنو عامر غضبى أنوفهم أتى عفوت فلا عار ولا بأس
فقال : غضبى للأنوف على ما فسّرت لك.
وقد ذكر أن بعض القراء قرأ (وَ تَرَى النَّاسَ)
و هو وجه جيد يريد : مثل قولك رئيت «٧» أنك قائم ورئيتك قائما فتجعل (سُكارى )
فى موضع نصب لأن (ترى) تحتاج إلى شيئين تنصبهما.
كما يحتاج الظنّ.
وقوله : كُتِبَ عَلَيْهِ [٤] الهاء للشيطان المريد فى (عليه) وفى (أنّه يضلّه) ومعناه قضى عليه أنه يضلّ من اتّبعه.
وقوله : مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ [٥] يقول : تماما «٨» وسقطا. ويجوز ١١٩ ب مخلّقة وغير مخلّقة على الحال :

(١) ا :«النشوي».
(٢) ش، ب :«أو».
(٣) ش، ب :«أو».
(٤) ش، ب :«على».
(٥) الآية ١٨٠ سورة الأعراف.
(٦) الآية ٤٣ سورة القصص.
(٧) كذا. وكأن الصواب : أريت. وكذا قوله بعد :«رئيتك قائما» كأن الصواب : أريتك قائما.
(٨) ضبط فى ا بكسر التاء وفيها الفتح أيضا. يقال ولدته لتمام بالوجهين.


الصفحة التالية
Icon