معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٢٦
أسيّد ذو خريّطة نهارا من المتلقّطى قرد القمام «١»
(وقرد «٢»
) وإنما ١٢٢ ا جاز النصب مع حذف النون لأن العرب لا تقول فى الواحد إلّا بالنصب.
فيقولون : هو الآخذ حقّه فينصبون «٣» الحقّ، لا يقولون إلّا ذلك والنون مفقودة، فبنوا الاثنين والجميع على الواحد، فنصبوا بحذف النون. والوجه فى الاثنين والجمع الخفض لأن نونهما قد تظهر إذا شئت، وتحذف إذا شئت، وهى فى الواحد لا تظهر. فلذلك نصبوا. ولو خفض فى الواحد لجاز ذلك. ولم أسمعه إلا فى قولهم : هو الضارب الرجل، فإنهم يخفضون الرجل وينصبونه فمن خفضه شبّهه بمذهب قولهم : مررت بالحسن الوجه فإذا أضافوه «٤» إلى مكنىّ قالوا : أنت الضاربه وأنتما الضارباه، وأنتم الضاربوه. والهاء فى القضاء عليها خفض فى الواحد والاثنين والجمع. ولو نويت بها النصب كان وجها، وذلك أنّ المكنى لا يتبيّن فيه الإعراب. فاغتنموا الإضافة لأنها تتّصل بالمخفوض أشدّ ممّا تتصل بالمنصوب، فأخذوا بأقوى الوجهين فى الاتّصال. وكان ينبغى لمن نصب أن يقول : هو الضارب إيّاه، ولم أسمع ذلك.
وقوله : صَوافَّ [٣٦] : معقولة وهى فى قراءة عبد اللّه (صوافن) وهى القائمات. وقرأ الحسن (صوافى) يقول : خوالص للّه.
وقوله :(الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) القانع : الذي يسألك (فما أعطيته من شىء «٥») قبله. والمعترّ : ساكت يتعرّض لك عند الذبيحة، ولا يسألك.

(١) من قصيدة للفرزدق يمدح فيها هشام بن عبد الملك. وقبله :
سيبلغهن وحي القول عنى ويدخل رأسه تحت القرام
فقوله :«أسيد» فاعل «سيبلغهن» وهو تصغير أسود ويريد الرسول بينه وبين حبائبه وعنى به امرأة فقوله : أسيد أي شخص أسود. والخريطة : وعاء من أدم أو غيره يشد على ما فيه. والقرد : ما نلبد من الوبر والصوف. والقمام الكناسة وانظر اللسان (قرد) والديوان ٨٣٥.
(٢) سقط فى ا. يريد أنه روى بنصب (قرد) وكسره. [.....]
(٣) ا :«ينصبون».
(٤) ش :«أضافوا».
(٥) ا «فإذا أعطيته شيئا».


الصفحة التالية
Icon