معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٣
فنصب على قولك : وجئت بالسكّر، فلمّا لم يظهر الفعل مع الواو نصب كما تأمر الرجل بالمرور على أخيه فتقول : أخاك أخاك تريد : امرر به.
وقوله : هؤُلاءِ بَناتِي [٧٨] قال بعضهم : بنات نفسه. ويقال : بنات قومه. وذلك جائز فى العربيّة لأن اللّه عزّ وجل قال (النَّبِيُّ «١» أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وهو فى بعض القراءة (وهو أب لهم) فهذا من ذلك.
وقوله : يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً [٧٢] وفى قراءة عبد اللّه (شيخ) فذكروا أنها كانت بنت ثمان وتسعين سنة، وكان عليه السّلام أكبر منها بسنة. ويقال فى قوله (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ) البركات : السعادة.
وقوله : فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ [٧٤] ولم يقل : جادلنا. ومثله فى الكلام لا يأتى إلّا بفعل ماض كقولك. فلمّا أتانى أتيته. وقد يجوز فلمّا أتانى أثب عليه كأنه قال : أقبلت أثب عليه. وجداله إيّاهم أنه حين ذهب عنه الخوف قال : ما خطبكم أيّها المرسلون، فلمّا أخبروه أنهم يريدون قوم لوط قال : أتهلكون قوما فيهم لوط قالوا : نحن أعلم بمن فيها.
وقوله أَوَّاهٌ [٧٥] دعّاء ويقال : هو الذي يتأوّه من الذنوب. فإذا كانت من يتأوّه «٢» من الذنوب فهى من أوّه له وهى لغة فى بنى عامر أنشدنى أبو الجراح :
فأوّه من الذكرى إذا ما ذكرتها ومن بعد أرض بيننا وسماء

(١) الآية ٦ سورة الأحزاب
(٢) أي من هذا الفعل وفى ا :«ممن»


الصفحة التالية
Icon