معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٣٨
أراد : قطعا مثل قوله (آتُونِي «١» زُبَرَ الْحَدِيدِ) والمعنى فى زبر وزبر واحد «٢». واللّه أعلم. وقوله (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) يقول : معجبون بدينهم. يرون أنهم على الحقّ.
وقوله : فذرهم فى غمرتهم حتّى حين) : فى جهالتهم.
وقوله : أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ [٥٥] (ما) فى موضع الذي، وليست بحرف واحد.
وقوله : نُسارِعُ لَهُمْ [٥٦] يقول : أيحسبون أن ما نعطيهم فى هذه الدنيا من الأموال والبنين أنا جعلناه لهم ثوابا. ثم قال (بَلْ لا يَشْعُرُونَ) أنّما هو استدراج منّا لهم :
و قوله : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا [٦٠] الفرّاء على رفع الياء ومدّ الألف فى (آتَوْا) حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدّثنى مندل قال حدّثنى عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت ما كنا نقرأ إلّا (يأتون ما أتوا) وكانوا أعلم باللّه من أن توجل قلوبهم.
قال الفراء يعنى به الزكاة تقول : فكانوا أتقى للّه من أن يؤتوا زكاتهم وقلوبهم وجلة.
وقوله (وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ) : وجلة «٣» من أنّهم. فإذا ألقيت (من) نصبت. وكل شىء فى القرآن حذفت منه خافضا فإن الكسائىّ كان يقول : هو خفض على حاله. وقد فسّرنا أنه نصب إذا فقد الخافض.
وقوله : أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ [٦١] يبادرون بالأعمال (وَ هُمْ لَها سابِقُونَ) يقول :
إليها سابقون. وقد يقال (وَ هُمْ لَها سابِقُونَ) أي سبقت لهم السّعادة.

(١) الآية ٩٦ سورة الكهف
(٢) أي كلاهما جمع زبرة بمعنى قطعة
(٣) يريد أن الكلام على تقدير من داخلة على (أنهم)


الصفحة التالية
Icon