معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٤٤
قام، إنما الكلام أن تقول : قام رجل. وقبح تقديم النكرة قبل خبرها «١» أنّها توصل «٢» ثم يخبر عنها بخبر سوى الصلة. فيقال : رجل يقوم أعجب إلىّ من رجل لا يقوم : فقبح إذ كنت كالمنتظر للخبر بعد الصلة. ١٢٦ او حسن فى الجواب لأنّ القائل يقول : من فى الدار؟ فتقول : رجل (وإن قلت «٣» (رجل فيها) فلا بأس لأنه كالمرفوع بالردّ لا بالصفة.
ولو نصبت «٤» السّورة على قولك : أنزلناها سورة وفرضناها كما تقول : مجرّدا ضربته كان وجها. وما رأيت أحدا «٥» قرأ به.
ومن قال (فرضناها) يقول : أنزلنا فيها فرائض مختلفة. وإن شاء : فرضناها عليكم وعلى من بعدكم إلى يوم القيامة. والتشديد لهذين الوجهين حسن.
وقوله : الزانية والزّانى فاجلدوا كلّ واحد منهما «٦» رفعتهما بما عاد من ذكرهما فى قوله (كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما) ولا ينصب مثل هذا لأن تأويله الجزاء (ومعناه «٧») - واللّه أعلم - من زنى فافعلوا به ذلك. ومثله (وَ الشُّعَراءُ «٨» يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) معناه - واللّه أعلم : من قال الشعر اتّبعه الغواة. وكذلك (وَ السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ)، (وَ الَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما «٩») ولو أضمرت قبل كلّ ما ذكرنا فعلا كالأمر جاز نصبه، فقلت : الزانية والزاني فاجلدوا :

(١) أي لأنها.
(٢) يريد وصفها.
(٣) سقط فى أ.
(٤) النصب قراءة عمر بن عبد العزيز ومجاهد وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم كما فى البحر ٦/ ٤٢٧. وهى من الشواذ.
ويريد الفراء أنها تنصب على الحال. وفى البحر :«و قال الفراء : سورة حال من الهاء والألف. والحال من المكنى يجوز أن يتقدم عليه». ولم نر هذا النص فى نسخنا.
(٥) قد علمت أنه قرىء به فى الشواذ.
(٦) قرأ بالتخفيف من العشرة غير ابن كثير وأبى عمرو. أما هما فقرءا بالتشديد.
(٧) ش :«المعنى».
(٨) الآية ٢٢٤ سورة الشعراء.
(٩) الآية ١٦ سورة النساء.


الصفحة التالية
Icon