معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٦
و قوله :(إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) استهزاء منهم به.
وقوله : لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي [٨٩].
يقول : لا تحملنكم عداوتى أن يصيبكم. وقد يكون : لا يكسبنكم. وقوله :(وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) يقول : إنما هلكوا بالأمس قريبا. ويقال : إن دارهم منكم قريبة وقريب.
وقوله : أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا [٩٢] : رميتم بأمر اللّه وراء ظهوركم كما تقول : تعظّمون أمر رهطى وتتركون أن تعظّموا اللّه وتخافوه.
وقوله : مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ [٩٣] (من) فى موضع رفع إذا جعلتها استفهاما. ترفعها بعائد ذكرها. وكذلك قوله (وَ مَنْ هُوَ كاذِبٌ) وإنما أدخلت العرب (هو) فى قوله (وَ مَنْ هُوَ كاذِبٌ) لأنهم لا يقولون : من قائم ولا من قاعد، إنما كلامهم : من يقوم ومن قام أو من القائم، فلمّا لم يقولوه لمعرفة أو لفعل أو يفعل أدخلوا هو مع قائم ليكونا جميعا فى مقام فعل ويفعل لأنهما يقومان مقام اثنين. وقد يجوز فى الشعر وأشباهه من قائم قال الشاعر»
من شارب مربح بالكأس نادمنى لا بالحصور ولا فيها بسوّار
و ربما تهيّبت العرب أن يستقبلوا من بنكرة فيخفضونها فيقولون : من رجل يتصدّق فيخفضونه على تأويل : هل من رجل يتصدّق. وقد أنشدونا هذا البيت خفضا ورفعا :
من رسول إلى الثريّا ثأنى ضقت ذرعا بهجرها والكتاب «٢»

(١) هو الأخطل. والحصور : البخيل الممسك. والسوار : الذي تسور الخمرة فى رأسه سريعا فهو يعربد ويثب على من يشاربه. ويروى :«و شارب». ويروى :«بسآر» والسآر : الذي يسئر فى الشراب أي يبقى منه
(٢) من أبيات لعمر بن أبى ربيعة وانظر الديوان ٤٣٠


الصفحة التالية
Icon