معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٦٦
و قوله : يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ [٢٢] اليوم ليس بصلة للبشرى فيكون نصبه بها. ولكنك مضمر للفاء كقيلك فى الكلام : أمّا اليوم فلا مال. فإذا ألقيت الفاء فأنت مضمر لمثل اليوم بعد لا «١». ومثله فى الكلام : عندنا لا مال إن أردت لا مال عندنا فقدّمت (عندنا) لم يجز. وإن أضمرت (عندنا) ثانية بعد (لا مال) صلح ألا ترى أنّك لا تقول : زيدا لا ضارب (يا هذا «٢») كما تقول : لا ضارب زيدا.
وقوله :(وَ يَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) حراما محرّما أن يكون لهم البشرى. والحجر : الحرام، كما تقول : حجر التاجر على غلامه، وحجر على أهله. وأنشدنى بعضهم :
فهممت أن ألقى إليها محجرا ولمثلها يلقى إليه المحجر «٣»
قال الفراء : ألقى وإلقى «٤» من لقيت أي مثلها يركب منه المحرّم.
وقوله : وَقَدِمْنا إِلى ١٣١ ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ [٢٣] عمدنا بفتح العين :(فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) أي باطلا، والهباء ممدود غير مهموز فى الأصل يصغر هبىّ كما يصغر الكساء كسىّ. وجفاء الوادي مهموز فى الأصل إن صغّرته قلت هذا جفىء. مثل جفيع ويقاس على هذين كلّ ممدود من الهمز ومن الياء ومن الواو «٥».
وقوله : أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [٢٤] قال : بعض المحدّثين يرون أنه يفرغ من حساب الناس فى نصف ذلك اليوم فيقيل أهل الجنّة فى الجنّة وأهل النار فى النار. فذلك قوله (خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) وأهل الكلام إذا اجتمع لهم أحمق وعاقل لم يستجيزوا أن يقولوا : هذا أحمق الرّجلين ولا أعقل الرجلين، ويقولون لا نقول : هذا أعقل الرجلين إلا
(٢) سقط فى ا
(٣) هو لحميد بن ثور والرواية فى الديوان ٨٤ :«أغشى» و«يغشى»
(٤) يريد أن بعض العرب يكسر حرف المضارعة فيقول : إلقى
(٥) سقط من ا