معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٦٩
و قوله : وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً [٤٨] قرأ أصحاب عبد اللّه (الرياح) ثلاثة مواضع.
منها حرفان فى قراءتنا، وحرف فى النحل وليس فى قراءتنا، مكان قوله (وَ النُّجُومَ «١» مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ) (والرياح مسخّرات بأمره) وهذا واحد يعنى «٢» الذي فى الفرقان. والآخر فى الروم (الرِّياحَ «٣» مُبَشِّراتٍ) وكان عاصم يقرأ ما كان من رحمة الرياح «٤» وما كان من عذاب «٥» قرأه ريح.
وقد اختلف القراء فى الرحمة فمنهم من قرأ الرّيح ومنهم من قرأ الرياح ولم يختلفوا فى العذاب بالريح ونرى أنهم اختاروا الرياح للرحمة لأن رياح الرّحمة تكون من الصّبا والجنوب والشّمال من الثلاث) «٦» المعروفة. وأكثر ما تأتى بالعذاب وما لا مطر فيه الدّبور لأن الدّبور لا تكاد تلقح فسمّيت ريحا موحّدة لأنها لا تدور كما تدور اللواقح.
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال حدثنى قيس بن الربيع عن أبى إسحاق عن الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع أنهما قرءا (نشرا «٧») وقد قرأت القراء (نشرا «٨») و(نشرا «٩») وقرأ عاصم (بُشْراً) حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى قيس عن أبى إسحاق عن أبى عبد الرحمن أنه قرأ (بشرا) كأنه بشيرة وبشر.
وقوله : وَأَناسِيَّ كَثِيراً [٤٩] واحدهم إنسىّ وإن شئت جعلته إنسانا ثم جمعته أناسىّ فتكون الياء عوضا من النون والإنسان فى الأصل إنسيان لأن العرب تصغره أنيسيان. وإذا قالوا : أناسين
(٢) الذي قرأ بالإفراد ابن كثير
(٣) الآية ٤٦
(٤) ا :«بالرياح».
(٥) ا :«العذاب»
(٦) ش، ب :«الثلاثة».
(٧) ضبط فى ا بفتح النون وسكون الشين. وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف
(٨) هذه قراءة نافع وابن كثير وأبى عمرو وأبى جعفر ويعقوب. [.....]
(٩) هذه قراءة ابن عامر.