معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٨٣
الأغبارها هنا بقايا اللبن فى ضروع الإبل وغيرها، واحدها غبر. قال وأنشدنى بعض بنى أسد وهو أبو القمقام :
تذبّ منها كلّ حيزبون مانعة لغبرها زبون «١»
و قوله : وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ [١٨٤] قرأها عاصم والأعمش بكسر الجيم وتشديد اللام، ورفعها آخرون. واللام مشدّدة فى القولين :(وَ الْجِبِلَّةَ).
وقوله : أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ [١٩٧] يقول : يعلمون علم محمد صلى اللّه عليه وسلم أنه نبىّ فى كتابهم. (الآية) منصوبة و(أن) فى موضع رفع. ولو قلت :
أو لم تكن لهم آية) بالرّفع «٢» (أن يعلمه) تجعل (أن) فى موضع نصب لجاز ذلك.
وقوله : وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ [١٩٨] الأعجم فى لسانه. والأعجمىّ المنسوب إلى أصله إلى العجم وإن كان فصيحا. ومن قال : أعجم قال للمرأة عجماء إذا لم تحسن العربيّة ويجوز أن تقول عجمىّ تريد أعجمىّ تنسبه إلى أصله.
وقوله : كَذلِكَ سَلَكْناهُ [٢٠٠] يقول : سلكنا التكذيب فى قلوب المجرمين كى لا يؤمنوا به (حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) وإن كان موقع كى فى مثل هذا (لا) وأن جميعا صلح الجزم فى (لا) والرفع. والعرب تقول : ربطت الفرس لا يتفلّت جزما ورفعا. وأوثقت العبد لا يفرر «٣» جزما ورفعا. وإنما جزم لأن تأويله إن لم أربطه فرّ فجزم على التأويل. أنشدنى بعض بنى عقيل :
و حتى رأينا أحسن الفعل بيننا مساكتة لا يقرف الشرّ قارف «٤»

(١) «يذب» فى اللسان «يذهب» :(حزبن) والحيزبون الناقة الشهمة الحديدة. وفسرت هنا بالسيئة الخلق. والزبون : التي تضرب برجلها عند الحلب.
(٢) هذه قراءة ابن عامر.
(٣) هذا لا يأتى إلا على الجزم حيث فك التضعيف. والأولى :«يفر» ليجرى فيه الرفع.
(٤) يقال : اقترف الشر : ؟؟؟.


الصفحة التالية
Icon