معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٩
و مثله (وَ إِنَّ «١» مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) وأمّا من شدّد (لمّا) فإنه - واللّه أعلم - أراد : لمن ما ليوفّينّهم، فلمّا اجتمعت ثلاث «٢» ميمات حذف واحدة فبقيت اثنتان فأدغمت فى صاحبتها كما قال الشاعر :
و إنى لممّا أصدر الأمر وجهه إذا هو أعيا بالسبيل مصادره «٣»
ثم يخفّف «٤» كما قرأ بعض القراء (والبغي «٥» يعظكم) بحذف الياء (عند «٦» الياء) أنشدنى الكسائىّ :
و أشمتّ الغداة بنا فأضحوا لدىّ تباشرون بما لقينا
معناه (لدىّ «٧») يتباشرون فحذف لاجتماع الياءات ومثله :
كأنّ من آخرها القادم مخرم نجد قارع المخارم «٨»
أراد : إلى القادم فحذف اللام عند اللام. وأمّا من جعل (لمّا) بمنزلة إلّا فإنه وجه لا نعرفه وقد قالت العرب : باللّه لمّا قمت عنا، وإلّا فمت عنا، فأمّا فى الاستثناء فلم يقولوه فى شعر ولا غيره ألا ترى أنّ ذلك لو جاز لسمعت فى الكلام : ذهب الناس لمّا زيدا.
وأمّا الذين خفّفوا (إن) فإنهم نصبوا كلا ب (ليوفّينّهم)، وقالوا : كأنّا قلنا : وإن ليوفّينّهم

(١) الآية ٧٢ سورة النساء
(٢) وذلك أن نون (من) تقلب ميما
(٣) «بالسبيل» كذا فى الأصول. وفى الطبري :«بالنهيل» ويبدو أنه الصواب. وعليه ففى العبارة قلب أي أعيا النبيل الحاذق بمصادره.
(٤) أي فى البيت فيروى :«و إنى لما» كما هو فى الطبري.
(٥) الآية ٩٠ سورة النحل
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا
(٧) سقط ما بين القوسين فى ا
(٨) ورد فى اللسان فى (قدم). وقادم الرحل : الخشبة التي فى مقدم كور البعير بمنزلة قربوس السرج ومخرم الأكمة والجبل منقطعه، وهى أفواه الفجاج. والفارع العالي.


الصفحة التالية
Icon