معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢٥
و قوله : مُنِيبِينَ [٣١] منصوبة على الفعل، وإن شئت على القطع.
فأقم وجهك ومن معك منيبين مقبلين إليه.
وقوله :(وَ لا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). (مِنَ الَّذِينَ فارقوا «١» دِينَهُمْ) فهذا «٢» وجه. وإن شئت استأنفت فقلت : من الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. كأنك قلت : الذين تفرقوا وتشايعوا كلّ حزب بما فى يده فرح.
وقوله :(أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) [٣٥] كتابا فهو يأمرهم بعبادة الأصنام وشركهم.
وقوله : لِيَرْبُوَا [٣٩] قرأها عاصم والأعمش ويحيى بن وثّاب بالياء «٣» ونصب الواو. وقرأها أهل الحجاز (لتربو) أنتم. وكلّ صواب ومن قرأ «٤» (لِيَرْبُوَا) كان الفعل للربا. ومن قال (لتربوا) فالفعل للقوم الذين خوطبوا. دلّ على نصبه سقوط النّون. ومعناه يقول «٥» : وما أعطيتم من شىء لتأخذوا أكثر منه فليس ذلك بزاك عند اللّه (وَ ما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ) بها (وَجْهَ اللَّهِ) فتلك تربو للتضعيف.
وقوله :(هُمُ الْمُضْعِفُونَ) أهل للمضاعفة كما تقول العرب أصبحتم مسمنين معطشين إذا عطشت إبلهم أو سمنت. وسمع الكسائىّ العرب تقول : أصبحت مقويا أي إبلك قويّة، وأصبحت مضعفا أي إبلك ضعاف تريد ضعيفة من الضّعف.
وقوله : ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ [٤١] يقول : أجدب البرّ، وانقطعت مادّة البحر بذنوبهم، وكان ذلك ليذاقوا الشدّة بذنوبهم فى العاجل.
وقوله : يَصَّدَّعُونَ [٤٣] : يتفرقون. قال : وسمعت العرب تقول : صدعت غنمى صدعتين كقولك : فرقتها فرقتين.
(٢) وهو أن يكون (من الذين فارقوا) بدلا من (من المشركين).
(٣) وكذا غير نافع وأبى جعفر ويعقوب. أما هؤلاء فبالتاء.
(٤) ا :«قال».
(٥) سقط فى ا.