معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٣١
بالفعل الذي وقع على (كلّ) كأنك قلت أعلمهم كل شىء وأحسنهم. وقد يكون الخلق منصوبا كما نصب «١» قوله (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا «٢») فى أشباه له كثيرة من القرآن كأنك قغت : كلّ شىء خلقا منه وابتداء بالنعم.
وقوله : ضَلَلْنا [١٠] و(ضللنا «٣») لغتان. وقد ذكر عن الحسن وغيره أنه قرأ (إذا صللنا) حتى لقد رفعت «٤» إلى علىّ (صللنا) بالصاد ولست أعرفها، إلا أن تكون لغة لم نسمعها إنما تقول العرب : قد صلّ «٥» اللحم فهو يصلّ، وأصلّ يصلّ، وخمّ يخمّ وأخمّ يخمّ. قال الفرّاء : لو كانت :
صللنا بفتح اللام لكان صوابا، ولكنى لا أعرفها بالكسر.
والمعنى فى (إذا ضللنا فى الأرض «٦») يقول : إذا صارت لحومنا وعظامنا ترابا كالأرض. وأنت تقول : قد ضلّ الماء فى اللبن، وضلّ الشيء فى الشيء إذا أخفاه وغلبه.
وقوله : إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً [١٥] كان المنافقون إذا نودى بالصلاة فإن خفوا عن أعين المسلمين تركوها، فأنزل اللّه. (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها) إذا نودوا إلى الصّلاة أتوها فركعوا وسجدوا غير مستكبرين..
وقوله : تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [١٦] يقال : هو النوم قبل العشاء. كانوا لا يضعون جنوبهم بين المغرب والعشاء حتى يصلّوها. ويقال : إنهم كانوا فى ليلهم كلّه (تَتَجافى «٧») : تقلق (عَنِ الْمَضاجِعِ) عن النوم فى الليل/ ١٤٦ ا كلّه (خَوْفاً وَطَمَعاً).
(٢) الآية ٥ سورة الدخان.
(٣) كسر اللام قراءة يحيى بن يعمر وابن محيصن وأبى رجاء وطلحة وابن وثاب كما فى البحر ٧/ ٢٠٠ وهى قراءة شاذة.
(٤) أي نسبت إليه.
(٥) أي أنتن. وسقط (قد) فى ب
(٦) هذه قراءة ابن عامر وأبى جعفر فى قوله تعالى :«إذا» وفى قراءة غيرهما. «أ ئذا».
(٧) أي جنوبهم.