معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٤٦
أن الرجل يقول : قد قام عبد اللّه، فتقول : حقّا إذا وصلته. وإذا نويت الاستئناف رفعته وقطعته ممّا قبله. وهذه محض القطع الذي تسمعه من النحويين.
وقوله : تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ [٥١] بهمز وغير همز. وكلّ صواب (وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ) هذا أيضا ممّا خصّ به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أن يجعل لمن أحبّ منهنّ يوما أو أكثر أو أقلّ، ويعطّل من شاء منهنّ فلا يأتيه «١». وقد كان قبل ذلك لكلّ امرأة من نسائه يوم وليلة.
وقوله :(ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ) يقول : إذا لم تجعل لواحدة منهنّ يوما وكنّ فى ذلك/ ١٤٩ ب سواء، كان أحرى أن تطيب أنفسهنّ ولا يحزنّ. ويقال : إذا علمن أن اللّه قد أباح لك ذلك رضين إذ كان من عند اللّه. ويقال : إنه أدنى أن تقرّ أعينهنّ إذا لم يحلّ لك غيرهنّ من النساء وكلّ حسن.
وقوله :(وَ يَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ) رفع لا غير، لأن المعنى : وترضى كلّ واحدة.
ولا يجوز أن تجعل (كلّهن) نعتا للهاء فى الإيتاء لأنه لا معنى له ألا ترى أنك تقول : لأكرمنّ القوم ما «٢» أكرمونى أجمعين، وليس لقولك (أجمعون) معنى. ولو كان له معنى لجاز نصبه.
وقوله : وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ [٥٢] (أن) فى موضع رفع كقولك : لا يحلّ لك النّساء والاستبدال بهنّ. وقد اجتمعت القراء على (لا يَحِلُّ) بالياء. وذلك أنّ المعنى : لا يحلّ لك شىء من النساء، فلذلك اختير تذكير الفعل. ولو كان المعنى للنساء جميعا لكان التّأنيث أجود فى العربيّة. والتاء جائزة لظهور النساء بغير من.
وقوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ. فغير منصوبة لأنها نعت للقوم، وهم معرفة و(غير) نكرة فنصبت على الفعل
(٢) ا :«ما».