معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٦٥
و قوله وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ [٥٢] قرأ الأعمش وحمزة والكسائىّ بالهمز يجعلونه من الشيء البطيء من نأشت من النئيش، قال الشاعر :
و جئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر
و قال آخر»
تمنى نئيشا أن يكون أطاعنى وقد حدثت بعد الأمور أمور
و قد ترك همزها أهل الحجاز وغيرهم، جعلوها من نشته نوشا وهو التناول : وهما متقاربان، بمنزلة ذمت الشيء وذأمته أي عبته : وقال الشاعر «٢» :
فهى تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
و تناوش القوم فى القتال إذا تناول بعضهم بعضا ولم يتدانوا كل التداني. وقد يجوز همزها وهى من نشت لانضمام الواو، يعنى التناوش مثل قوله (وَ إِذَا الرُّسُلُ «٣» أُقِّتَتْ).
وقوله : وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [٥٣] يقولون ليس بنبىّ وقد باعدهم اللّه أن يعلموا ذلك لأنه لا علم لهم، إنما يقولون بالظن وبالغيب أن ينالوا أنه غير نبىّ.

(١) هو نهشل بن حرى كما فى اللسان (ناش). وقبله :
و مولى عصانى واستبد برأيه كما لم يطع فيما أشار قصير
فلما رأى ما غب أمرى وأمره وناءت بأعجاز الأمور صدور
(٢) هو غيلان بن حريث كما فى اللسان (نوش) والضمير فى «فهى» للابل. وقوله :«من علا» أي من فوق يريد أنها عالية الأجسام طوال الأعناق. وهذا النوش الذي ترتوى به يعينها على قطع الفلوات. والأجواز جمع جوز وهو الوسط.
(٣) الآية ١١ سورة المرسلات.


الصفحة التالية
Icon