معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٧
على قبضة موجوءة ظهر كفّه فلا المرء مستحى ولا هو طاعم «١»
ذهب إلى الكفّ وألغى الظهر لأن الكف يجزىء من الظهر فكأنه قال : موجوءة كفّه وأنشدنى العكلىّ أبو ثروان :
أرى مرّ السنين أخذن منى كما أخذ السّرار من الهلال
و قال ابن مقبل :
قد صرّح السير عن كتمان وابتذلت وقع المحاجن بالمهريّة الذقن «٢»
أراد : وابتذلت المحاجن وألغى الوقع. وأنشدنى الكسائىّ :
إذا مات منهم سيّد قام سيّد فدانت له أهل القرى والكنائس
و منه قول الأعشى :
و تشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدّم
و أنشدنى يونس البصرىّ :
لمّا أتى خبر الزبير تهدّمت سور المدينة والجبال الخشّع «٣»
و إنما جاز هذا كلّه لأن الثاني يكفى من الأوّل ألا ترى أنه لو قال : تلتقطه السيّارة لجاز وكفى من (بعض) ولا يجوز أن يقول : قد ضربتنى غلام جاريتك لأنك لو ألقيت الغلام لم تدلّ الجارية على معناه.
(٢) انظر ص ١٨٧ من الجزء الأول.
(٣) هو لجرير من قصيدة يهجو فيها الفرزدق. وكان قاتل الزبير بن العوام غدرا رجلا من رهط الفرزدق، فعيره جرير بهذا. وانظر الديوان ٢٧٠.