معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٨٦
يقولوا : أنت ضاربى. ويقولون للاثنين : أنتما ضارباى، وللجميع : أنتم ضاربىّ، ولا يقولوا للاثنين :
أنتما ضارباننى ولا للجميع : ضاربوننى. وإنّما تكون هذه النون فى فعل ويفعل، مثل (ضربونى «١» ويضربنى وضربنى). وربما غلط الشاعر فيذهب إلى المعنى، فيقول : أنت «٢» ضاربنى، يتوهّم أنه أراد : هل تضربنى، فيكون ذلك على غير صحّة.
قال الشاعر :
هل اللّه من سرو العلاة مريحنى ولمّا تقسّمنى النّبار الكوانس «٣»
النّبر : دابّة تشبه القراد. وقال آخر :
و ما أدرى وظنّى كلّ ظنّ أمسلمني إلى قوم شراح «٤»
١٥٩ ا يريد : شراحيل ولم يقل : أمسلميّ. وهو وجه الكلام. وقال آخر :
هم القائلون الخير والفاعلونه إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما «٥»
و لم يقل : الفاعلوه. وهو وجه الكلام.
وإنما اختاروا الإضافة فى الاسم المكنى لأنّه يختلط بما قبله. فيصير الحرفان كالحرف الواحد.
فلذلك استحبّوا الإضافة فى المكنى، وقالوا : هما ضاربان زيدا، وضاربا زيد لأن زيدا فى ظهوره لا يختلط بما قبله لأنه ليس بحرف واحد والمكنى حرف.

(١) ش :«يضربوننى ويضربونى».
(٢) الظاهر أن الأصل :«أ أنت» سقطت همزة الاستفهام فى النسخ، وذلك ليستقيم تفسيره بالاستفهام.
(٣) سر والعلاة : اسم موضع.
(٤) ورد هذا البيت فى شواهد العيني على هامش الخزانة ١/ ٣٨٥. وفيها :«قومى» فى مكان «قوم» وفيها أن الرواية ليست كما ذكر الفراء وإنما هى :
فما أدرى وظنى كل ظن أيسلمني بنو البدء اللقاح
و على هذه الرواية لا شاهد فى البيت [.....]
(٥) ورد هذا البيت فى كتاب سيبويه ١/ ٩٦ : وفيه أن الرواة زعموا أنه مصنوع. وانظر الخزانة ٢/ ١٨٧


الصفحة التالية
Icon