معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩
و قوله :(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) مثل قوله :(فَصِيامُ «١» ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) (فَإِمْساكٌ «٢» بِمَعْرُوفٍ) ولو كان :
فصبرا جميلا يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز. وهى فى قراءة أبىّ (فصبرا جميلا) كذلك على النصب بالألف.
وقوله :(يا بُشْرى «٣» [١٩] هذا غُلامٌ) (ويا بشراى «٤») بنصب الياء، وهى لغة فى بعض قيس.
وهذيل : يا بشرىّ. كل ألف أضافها المتكلم إلى نفسه جعلتها ياء مشدّدة. أنشدنى القاسم بن معن :
تركوا هوىّ وأعنقوا لهواهم ففقدتهم ولكل جنب مصرع «٥»
و قال لى بعض بنى سليم : آتيك بموليّ فإنه أروى منّى. قال :
أنشدنى المفضّل :
يطوّف بي عكبّ فى معدّ ويطعن بالصملّة فى قفيّا
فإن لم تثأروا لى من عكبّ فلا أرويتما أبدا صديّا «٦»
و من قرأ (يا بُشْرى ) بالسكون فهو كقولك : يا بنى لا تفعل، يكون مفردا فى معنى الإضافة.
والعرب تقول : يا نفس اصبري ويا نفس اصبري وهو يعنى نفسه فى الوجهين و(يا بشراى) فى موضع نصب. ومن قال : يا بشرىّ فأضاف وغيّر الألف إلى الياء فإنه طلب «٧» الكسرة التي تلزم ما قبل

(١) الآية ١٩٦ سورة البقرة، والآية ٨٩ سورة المائدة.
(٢) الآية ٢٩، سورة البقرة.
(٣) القراءة الأولى لعاصم وحمزة والكسائي، والأخرى للباقين.
(٤) القراءة الأولى لعاصم وحمزة والكسائي، والأخرى للباقين.
(٥) هو من عينية أبى ذؤيب المشهورة. [.....]
(٦) الشعر للمنخل اليشكري. وعكب اللخمي صاحب سجن النعمان بن المنذر. والصملة : العصا. وقوله. «يثأروا» فى ش :«تثأروا» والرواية :«تثأرا» ليناسب قوله بعد :«فلا أرويتما» وفى الشعر :
أ لا من مبلغ الحرين عتى مغلغلة وخص بها أبيا
و الحران الحر وأخوه أبى وانظر اللسان (حرر).
(٧) يريد أنه مال إلى الكسرة فأتى بالياء التي هى مناسبة للكسرة.


الصفحة التالية
Icon