معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩٤
و قوله : لَكاذِبُونَ [١٥٢] أصطفى [١٥٣] استفهام وفيه توبيخ لهم. وقد تطرح ألف الاستفهام من التوبيخ. ومثله قوله (أَذْهَبْتُمْ «١» طَيِّباتِكُمْ) يستفهم بها ولا يستفهم. ومعناهما جميعا واحد.
وألف (أَصْطَفَى) إذا لم يستفهم بها تذهب فى «٢» اتّصال الكلام، وتبتدئها بالكسر.
وقوله : وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً [١٥٨] يقال : الجنّة هاهنا الملائكة. جعلوا بينه وبين خلقه نسبا. (وَ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) أنّ الذين قالوا هذا القول (لَمُحْضَرُونَ) فى النار.
وقوله : فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ [١٦١] يريد : وآلهتكم التي تعبدون (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) بمضلّين.
وما أنتم عليه [١٦٢] أي على ذلك الدين بمضلّين. وقوله (عليه) و(به) و(له) سواء.
وأهل نجد يقولون : بمفتنين. أهل الحجاز فتنت الرجل، وأهل نجد يقولون : أفتنته.
وقوله : إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ [١٦٣] إلّا من قدّر له أن يصلى الجحيم فى السّابق من علم اللّه.
وقرأ الحسن (إلّا من هو صال الجحيم) رفع اللام فيما ذكروا فإن كان أراد واحدا فليس بجائز لأنك لا تقول : هذا قاض ولا رام. وإن يكن عرف فيها لغة مقلوبة مثل عاث وعثا فهو صواب.
قد قالت العرب. جرف هار وهار وهو شاك السّلاح ١٦١ ا وشاكى «٣» السّلاح وأنشدنى بعضهم :
فلو أنّى رميتك من بعيد لعاقك عن دعاء الذئب عاقى «٤»
يريد : عائق. فهذا ممّا قلب. ومنه (وَ لا تَعْثَوْا «٥») ولا تعيثوا لغتان. وقد يكون أن تجعل (صالو) جمعا كما تقول : من الرجال من هو إخوتك، تذهب بهو إلى الاسم المجهول، وتخرج فعله على الجمع كما قال الشاعر :
(٢) ش :«إلى».
(٣) فى الأصول :«شاك» والأولى ما أثبت : كما فى الطبري.
(٤) يم فى ش :«عاق».
(٥) الآية ٦٠ سورة البقرة. وتكرر فى مواطن أخرى.