معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٠٤
فى المؤنّث الذي تأنيثه «١» فى نفسه مثل المرأة والرجل والجمل والناقة. فإذا عدوت ذلك لم يجز.
فخطأ أن تقول : هذه دار أنثى، وملحفة أنثى لأنّ تأنيثها فى اسمها لا فى معناها. فابن على هذا.
وقوله (وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ) أي غلبنى. ولو قرئت (وعازّنى) يريد : غالبنى كان وجها.
وقوله : لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ [٢٤] المعنى فيه : بسؤاله نعجتك، فإذا ألقيت الهاء من السؤال أضفت الفعل إلى النعجة. ومثله قوله (لا يَسْأَمُ «٢» الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ومعناه من دعائه بالخير : فلمّا ألقى الهاء أضاف الفعل إلى الخير وألقى من الخير الباء، كقول الشاعر :
و لست مسلّما ما دمت حيّا على زيد بتسليم الأمير «٣»
إنما معناه : بتسليمى على الأمير. ولا يصلح أن تذكر الفاعل بعد المفعول به فيما ألقيت منه الصفة. فمن قال : عجبت من سؤال نعجتك صاحبك لم يجز له أن يقول : عجبت من دعاء الخير الناس، لأنك إذا أظهرت الآخر مرفوعا فإنما رفعه بنيّة أن فعل أو أن يفعل، فلا بدّ من ظهور الباء وما أشبهها من الصّفات. فالقول فى ذلك أن تقول عجبت من دعاء بالخير زيد، وعجبت من تسليم على الأمير زيد. وجاز فى النعجة لأنّ الفعل يقع عليها بلا صفة فتقول : سألتك نعجة، ولا تقول : سالتك بنعجة. فابن على هذا.
وقوله (وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ) أي علم. وكلّ ظنّ أدخلته على خبر فجائز أن تجعله علما إلّا إنه علم ١٦٣ ب مالا يعاين.
وقوله : الصَّافِناتُ الْجِيادُ [٣١] يعنى الخيل، كان غنمها سليمان بن داود من جيش قاتله فظفر به. فلمّا صلّى الظهر دعا بها، فلم يزل يعرضها حتّى غابت الشمس ولم يصلّ العصر. وكان عندهم مهيبا. لا يبتدأ بشىء حتى يأمر به، فلم يذكر العصر. ولم يكن ذلك عن تجبّر منه،
(٢) الآية ٤٩ سورة فصلت :
(٣) ا :«فلست»