معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤١٦
كان يدعو؟ قلت : إن (ما) قد تكون فى موضع (من) قال اللّه (قُلْ يا أَيُّهَا «١» الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) يعنى اللّه. وقال (فَانْكِحُوا «٢» ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) فهذا وجه. وبه جاء التفسير، ومثله (أَنْ «٣» تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وقد تكون (نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ) يراد «٤» : نسى دعاءه إلى اللّه من قبل. فإن شئت جعلت الهاء التي فى (إليه) لما «٥».
وإن شئت جعلتها «٦» للّه وكلّ مستقيم.
وقوله (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا) ١٦٦ ا فهذا تهدّد وليس بأمر محض. وكذلك قوله :(فَتَمَتَّعُوا «٧» فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) وما أشبهه.
وقوله : أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ [٩] قرأها يحيى بن وثّاب بالتخفيف. وذكر ذلك عن نافع وحمزة وفسّروها يريد : يا من هو قانت. وهو وجه حسن، العرب تدعو بألف، كما يدعون بيا.
فيقولون : يا زيد أقبل، وأزيد أقبل. قال الشاعر :
أبنى لبينى لستم بيد إلّا يد ليست لها عضد
و قال الآخر :
أضمر بن ضمرة ماذا ذكر ت من صرمة أخذت بالمرار «٨»
و هو كثير فى الشعر فيكون المعنى مردودا بالدعاء كالمنسوق «٩»، لأنه ذكر الناسي الكافر، ثم
(٢) الآية ٣ سورة النساء. [.....]
(٣) الآية ٧٥ سورة ص.
(٤) ش :«يريد به».
(٥) أي على الوجه الأول.
(٦) أي على الوجه الثاني.
(٧) الآية ٥٥ سورة النحل، والآية ٣٤ سورة الروم.
(٨) الصرمة : القطعة من الإبل. والمرار موضع. وفى ا :«بالمراد».
(٩) ا :«على المنسوق».