معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٢٢
و ربّما أدخلت العرب الهاء بعد الألف التي فى (حَسْرَتى ) فيخفضونها مرة، ويرفعونها. قال :
أنشدنى أبو فقعس، بعض «١» بنى أسد :
يا ربّ يا ربّاه إيّاك أسل عفراء يا ربّاه من قبل الأجل «٢»
فخفض، قال : وأنشدنى أبو فقعس :
يا مرحباه بحمار ناهيه إذا أتى قرّبته للسّانية «٣»
و الخفض أكثر فى كلام العرب، ألّا فى قولهم : يا هناه «٤» ويا هنتاه، فالرفع فى هذا أكثر من الخفض لأنه كثر «٥» فى الكلام فكأنه حرف واحد مدعوّ.
وقوله : لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [٥٨] النصب فى قوله (فَأَكُونَ) جواب للو.
وإن شئت جعلته مردودا على تأويل أن، تضمرها فى الكرّة، كما تقول : لو أنّ لى أن أكرّ فأكون. ومثله ممّا نصب على ضمير أن قوله :(وَ ما «٦» كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ) المعني - واللّه أعلم - ما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلّا أن يوحى إليه أو يرسل. ولو رفع (فيوحى) إذا لم يظهر أن قبله ولا معه كان صوابا. وقد قرأ به «٧» بعض القراء.
قال : وأنشدنى بعض بنى أسد :
(٢) بعده :
فإن عفراء من الدنيا الأمل
و انظر الخزانة فى الموطن السابق. وأسل أصلها : اسأل فخفف. [.....]
(٣) فى الخزانة ١/ ٤٠٠ «ناجية» فى مكان «ناهية» وفيها أن بنى ناجية قوم من العرب، وكأن ناهية هنا اسم امرأة، والسانية : الدلو العظيمة وأداتها. وأراد بتقريب الحمار للسانية أن يستقى عليه من البئر بالدلو العظيمة.
وانظر الخزانة.
(٤) يا هناه أي رجل، ويا هنتاه أي يا امرأة.
(٥) ش :«كثير».
(٦) الآية ٥١ سورة الشورى.
(٧) قرأ نافع وابن ذكوان راوى ابن عامر برفع «يرسل» و«فيوحى». وهذا غير ما يعنيه الفراء، فانه يريد رفع «فيوحى» مع نصب «يرسل».