معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٧
أساطير الأولين. ولو كان (أضغاث أحلام) أي أنك «١» رأيت أضغاث أحلام كان صوابا.
وقوله : وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ [٤٥] الأمة : الحين من الدهر. وقد ذكر عن بعضهم «٢» (بعد أمه) وهو النسيان. يقال رجل مأموه كأنه الذي ليس معه عقله وقد أمه الرجل.
وقوله : وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ [٤٦] لو كان الخضر منصوبة تجعل نعتا للسّبع حسن ذلك. وهى إذ خفضت نعت للسنبلات. وقال اللّه عزّ وجلّ :(أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ «٣» خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) ولو كانت (طباق) كان صوابا وقوله : دَأَباً [٤٧] وقرأ بعض «٤» قرّائنا (سبع سنين دأبا) : فعلا. وكذلك كل حرف فتح أوّله وسكّن ثانيه فتثقيله جائز إذا كان ثانيه همزة أو عينا أو غينا أو حاء أو خاء أو هاء.
وقوله : يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ [٤٨] يقول ما تقدّمتم فيه لهنّ من الزرع.
وقوله : ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ :[٥٢] قال ذلك يوسف لما رجع إليه الساقي فأخبره «٥» ببراءة النسوة إيّاه. فقال يوسف (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) وهو متّصل بقول امرأته (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذلِكَ) وربّما وصل الكلام بالكلام، حتى كأنه قول واحد وهو كلام اثنين، فهذا من ذلك. وقوله (مِنْ أَرْضِكُمْ «٦» بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) اتّصل قول فرعون بقول الملأ : وكذلك قوله (إِنَّ «٧» الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا

(١) ش :«كأتك».
(٢) هو الحسن كما فى الإتحاف.
(٣) الآية ١٥ سورة نوح.
(٤) هو حفص.
(٥) كذا. والمناسب :«بتبرئة»
(٦) الآية ٣٥ سورة الشعراء. يريد الفراء، أن قوله «يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره» من كلام فرعون، وقوله :«فَما ذا تَأْمُرُونَ» من خطاب الملأ لفرعون. ويرى جمهور المفسرين أن الكل من كلام فرعون، وأنه غشيه الدهش حتى استأمر رعيته ونسى مكانه فيما يزعم فى الألوهية.
(٧) الآية ٣٤ سورة النمل.


الصفحة التالية
Icon