معاني القرآن، ج ٢، ص : ٦٤
و قال الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال : ييأس فى معنى يعلم لغة للنخع. قال الفراء : ولم نجدها فى العربية إلّا على ما فسّرت. وقول الشاعر «١» :
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها
معناه حتى إذا يئسوا من كل شىء ممّا يمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا. فهو معنى حتى إذا علموا أن ليس وجه إلا الذي رأوا أرسلوا. كان ما وراءه يأسا.
وقوله :(وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) القارعة : السريّة من السرايا (أَوْ تَحُلُّ) أنت يا محمد بعسكرك (قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ).
وقوله : أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [٣٣]. ترك جوابه ولم يقل : ككذا وكذا لأن المعنى معلوم. وقد بيّنه ما بعده إذ قال :(وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) كأنه فى المعنى قال :
كشركائهم الذين اتّخذوهم، ومثله قول الشاعر :
تخيّرى خيّرت أمّ عال بين قصير شبره تنبال «٢»
أذاك أم منخرق «٣» السربال ولا يزال آخر الليالى
متلف مال ومفيد مال تخيّرى بين كذا وبين منخرق السربال. فلمّا أن «٤» أتى به فى الذكر كفى من إعادة الإعراب «٥» عليه.
و«دواجن» ألفن البيوت. و«قافلا» يابسا. والأعصام القلائد.
(٢) الشير : القد والقامة. والتنبال : القصير.
(٣) منخرق السربال كأنه كناية عمن يشتغل فى خدمة أهله، فينخرق سرياله، والسربال الثوب والقميص
(٤) سقط فى ا.
(٥) أي البيان والتصريح بما هو معلوم