معاني القرآن، ج ٢، ص : ٩٢
بين الإثنين ولبعضهم قولوا : مجنون، فأنزل اللّه تبارك وتعالى بهم خزيا فماتوا أو خمسة منهم شرّ ميتة فسمّوا المقتسمين لأنهم اقتسموا طرق مكّة.
وقوله : الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ [٩١] يقول : فرّقوه إذ جعلوه سحرا وكذبا وأساطير الأولين. والعضون فى كلام العرب : السحر بعينه. ويقال : عضّوه أي فرّقوه كما تعضّى الشاة والجزور. وواحدة العضين عضة رفعها عضون ونصبها وخفضها عضين. ومن العرب من يجعلها بالياء على كل حال ويعرب نونها فيقول : عضينك، ومررت بعضينك وسنينك وهى كثيرة فى أسد وتميم. وعامر. أنشدنى بعض بنى عامر :
ذرانى من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا
متى ننج حبوا من سنين ملحّة نشمّر لأخرى تنزل الأعصم الفردا «١»
و أنشدنى فى بعض بنى أسد :
مثل المقالى ضربت قلينها «٢»
من القلة وهى لعبة للصبيان، وبعضهم :
إلى برين الصفر الملويات «٣»
و واحد البرين برة. ومثل ذلك الثّبين «٤» وعزين «٥» يجوز فيه ما جاز فى العضين والسنين.

(١) الشعر للصمة بن عبد اللّه القشيري كما فى شواهد العيني فى مبحث الإعراب ١/ ١٧٠ على هامش الخزانة. والأعصم من الظباء والوعول : ما فى ذراعيه أو إحداهما بياض وسائره أسود أو أحمر. والعصم تسكن أعالى الجبال.
(٢) المقالى جمع المقلى أو المقلاء، والقلون جمع القلة. والقلة والمقلاء عودان يلعب بهما الصبيان. فالقلة خشبة قدر ذراع تنصب والمقلاء يضرب به القلة. وفى شفاء العليل فى حرف الناف أنها كات تسمى فى أيام المؤلف عقلة.
(٣) البرون جمع البرة وهى الحلقة من صفر أو غيره تجعل فى أنف البعير والصفر النحاس.
(٤) جمع ثبة وهى الجماعة والعصبة من الفرسان. وتجمع الثبة أيضا على ثبات. [.....]
(٥) العزون جمع العزة وهى العصبة من الناس.


الصفحة التالية
Icon