معاني القرآن، ج ٢، ص : ٩٥
و قوله : وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ [٥] نصبت (الأنعام) بخلقها لمّا كانت فى الأنعام واو. كذلك كلّ فعل عاد على اسم بذكره، قبل الاسم واو أو فاء أو كلام يحتمل نقلة الفعل إلى ذلك الحرف الذي قبل الاسم ففيه وجهان : الرفع والنصب. أمّا النصب فأن تجعل الواو ظرفا للفعل. والرفع أن تجعل الواو ظرفا للاسم الذي هى معه. ومثله (وَ الْقَمَرَ «١» قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) (وَ السَّماءَ بَنَيْناها «٢» بِأَيْدٍ) وهو كثير.
ومثله :. وإن أردت : وكلّ من ضربوه هو فى الدار رفعت.
وقوله :(لَكُمْ فِيها دِفْ ءٌ) وهو ما ينتفع به من أوبارها. وكتبت بغير همز لأن الهمزة إذا سكن ما قبلها حذفت من الكتاب، وذلك لخفاء الهمزة إذا سكت عليها، فلمّا سكن ما قبلها ولم يقدروا على همزها فى السكت كان سكوتهم كأنه على الفاء. وكذلك قوله :(يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ) و(النَّشْأَةَ) «١» و(مِلْ ءُ الْأَرْضِ) واعمل فى الهمز بما وجدت فى هذين الحرفين.
وإن كتبت الدّفء فى الكلام بواو فى الرفع وياء فى الخفض وألف فى النصب كان صوابا.
وذلك على ترك الهمز ونقل إعراب الهمزة إلى الحرف الذي قبلها. من ذلك قول العرب. هؤلاء نشء صدق، فإذا طرحوا الهمزة قالوا : هؤلاء نشو صدق ورأيت نشا صدق ومررت بنشى صدق. وأجود من ذلك حذف الواو والألف والياء لأن قولهم : يسل أكثر من يسال، ومسلة أكثر من مسالة وكذلك بين المر وزوجه إذا تركت الهمزة.
والمنافع : حملهم على ظهورها، وأولادها وألبانها. والدفء : ما يلبسون منها، ويبتنون من أوبارها.
وقوله : حِينَ تُرِيحُونَ [٦] أي حين تريحون إبلكم : تردّونها بين الرعي ومباركها يقال لها المراح. والسروح بالغداة (قال «٢» الفرّاء) إذا سعت للرعى.
(٢) سقط ما بين القوسين فى ا.