معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٠٧
أي : جحد.
يقول : فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه، فقال : لمن «١» يريد القوم، وفيه معنى ما. ألا ترى أنّك تقول : غرّقوا لنوح ولما صنع بنوح، والمعنى واحد.
وقوله : وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً (١٥).
يقول : أبقيناها من بعد نوح آية.
وقوله : فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥).
المعنى : مذتكر، وإذا قلت : مفتعل فيما أوّله ذال صارت الذال وتاء الافتعال دالا مشدّدة وبعض بنى أسد يقولون : مذكر، فيغنبون الذّال فتصير ذالا مشددة.
[حدثنا محمد بن الجهم قال ] :«٢» حدثنا الفراء قال : و«٣» حدثنى الكسائي - [وكان واللّه ما علمته إلّا صدوقا] «٤» - عن إسرائيل والقرزمىّ عن أبى إسحاق عن الأسود بن يزيد قال : قلنا لعبد اللّه : فهل من مذّكر، أو مدّكر، فقال : أقرأنى رسول اللّه [١٨٧/ ب ] صلى اللّه عليه :
(مدّكر) بالدال.
وقوله : فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٦).
النذر هاهنا مصدر معناه : فكيف كان إنذارى، ومثله (عذرا ونذرا) «٥» (١٥) يخفّفان ويثقلان كما قال «إِلى شَيْءٍ «٦» نُكُرٍ» فثقل فى «اقْتَرَبَتِ» وخفف فى سورة النساء القصرى «٧» فقيل «نكرا».
«٨» وقوله : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ «٩» (١٧).

(١) فى ح : لما.
(٢) زيادة فى ب، وفى ح، ش، : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال...
(٣) سقط فى ش.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة فى ح، ش.
(٥) إشارة إلى قوله تعالى فى سورة المرسلات : ٥، ٦ (فالملقيات ذكرا، عذرا أو نذرا).
(٦) سقط فى ح.
(٧) سورة النساء القصرى هى سورة الطلاق، كما فى بصائر ذوى التمييز : ١ : ٤٦٩، و(نكرا) فى الآية ٨ من هذه السورة.
(٨، ٩) فى هامش ش.


الصفحة التالية
Icon