معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٩
قال : كنت أصلى خلف أصحاب على، وأصحاب عبد اللّه فاسمعهم يقرءون (لم يطمثهن) برفع الميم. وكان الكسائي يقرأ : واحدة برفع الميم، والأخرى بكسر الميم لئلا يخرج من هذين الأثرين وهما : لم «١» يطمثهن «٢»، لم يفتضضهن (قال وطمثها أي : نكحها»
، وذلك لحال «٤» الدم «٥»)
و قوله : مُدْهامَّتانِ (٦٤) يقول : خضراوان إلى السواد من الري.
وقوله : فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨).
يقول بعض المفسرين : ليس الرمان ولا النخل بفاكهة، وقد ذهبوا مذهبا، ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة.
فإن قلت : فكيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة؟
قلت : ذلك كقوله :«حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى » «٦». وقد أمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديدا لها، كذلك أعيد النخل والرمان ترغيبا لأهل الجنة، ومثله قوله فى الحج :«أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ». «٧» ثم قال :«وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ». وقد ذكرهم فى أول الكلمة فى قوله :«مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ»، وقد قال بعض المفسرين : إنما أراد بقوله :«مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ» الملائكة، ثم ذكر الناس بعدهم.
وقوله : فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠).
(٢) فى الإتحاف : ٤٠٦ قرأ الكسائي بضم الميم فى الأول فقط، فيما رواه كثير من الأئمة عنه، وروى الآخرون كسر الأول. وضم الثاني عن أبى الحارث.
وروى بعضهم عن أبى الحارث الكسر فيهما معا. وروى بعضهم عنه ضمهما.
وروى ابن مجاهد بالضم والكسر فيما، لا يبالى كيف يقرؤهما.
وروى الأكثرون التخيير فى أحدهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني، وإذا كسر الأول ضم الثاني. هذا وقد ذكرت (لم يطمثهن) الأخرى فى الآية ٧٤ من هذه السورة.
(٣) فى (ا) يقال : طمثها إذا نكحها.
(٤) فى ش : لحام خطأ من الناسخ.
(٥) ورد ما بين القوسين فى هامش النسختين ا، ب.
(٦) سورة البقرة الآية : ٢٣٨.
(٧) سورة الحج الآية : ١٨. [.....]