معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٣٥
و قوله : وَلا يَكُونُوا «١» (١٦).
فى موضع نصب، معناه : ألم يأن لهم أن تخشع قلوبهم، وألا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب، ولو كان جزما كان صوابا على النهى «٢».
وقوله : إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ (١٨).
قرأها عاصم : إنّ المصدّقين والمصدّقات بالتخفيف للصاد، يريد : الذين صدّقوا اللّه ورسوله، وقرأها آخرون : إن «٣» المصّدّقين يريدون : المتصدقين بالتشديد، وهى فى قراءة أبيّ : إن المتصدقين والمتصدقات بتاء ظاهرة «٤»، فهذه «٥» قوة لمن قرأ إن المصّدّقين «٦» بالتشديد «٧».
وقوله : أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (١٩) انقطع الكلام عند صفة الصديقين.
ثم قال :«وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (١٩) يعنى : النبيين لهم أجرهم ونورهم، فرفعت الصديقين بهم، ورفعت الشهداء بقوله :«لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ» (١٩).
وقوله : وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ (٢٠).
ذكر ما فى الدنيا، وأنه على ما «٨» وصف، وأما الآخرة فإنها إما عذاب، وإما جنة، والواو فيه واو بمنزلة واحدة كقولك : ضع الصدقة فى كل يتيم وأرملة، وإن قلت : فى كل يتيم أو أرملة، فالمعنى واحد واللّه أعلم.
وقوله : ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ (٢٢).
أي ما أصاب الآدمي فى الأرض من مصيبة مثل : ذهاب المال، والشدة، والجوع، والخوف
(٢) في (ا) كالنهى.
(٣) سقط فى ب.
(٤) وهذا هو أصل الكلمة.
(٥) سقط فى ح.
(٦) في ح. المتصدقين تحريف.
(٧) قرأ ابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد من التصديق، أي صدقوا الرسول صلّى اللّه عليه وسلم، وافقهما بن محيصن، والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعنى الصداقة، والأصل : المتصدقين والمتصدقات، أدغم التاء فى الصاد (الإتحاف ٤١٠).
(٨) سقطت الواو في ح، ش.