معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٥
خلقة ما نصب الأسماء أن يسبقها لا أن تسبقه «١». وكل صواب.
وقوله : فَهَدَيْناهُمْ (١٧).
يقول : دللناهم على مذهب الخير، ومذهب الشر، كقوله :«وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» «٢».
الخير، والشر «٣».
[حدثنا أبو العباس قال، حدثنا «٤» محمد قال ] حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن على بن أبى طالب أنه قال فى قوله :«وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» : الخير، والشر.
قال أبو زكريا : وكذلك قوله :«إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً» «٥».
والهدى على وجه آخر الذي هو الإرشاد بمنزلة قولك : أسعدناه، من ذلك.
قوله :«أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ» «٦» فى كثير من القرآن.
وقوله : فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩).
فهى من وزعت، ومعنى وزعته : حبسته وكففته، وجاء فى التفسير : يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار.
قال : وسمعت بعض العرب يقول : لأبعثن عليكم «٧» من يزعكم ويحكمكم من الحكمة التي للدابة «٨». قال : وأنشدنى أبو ثروان العكلي :
فإنكما «٩» إن تحكمانى وترسلا علىّ غواة الناس إيب وتضلعا «١٠»

(١) فى الأصل : لا أن يسبقه، تحريف وفى (ش) لأن أن تسبقه وهو خطأ.
(٢) سورة البلد الآية ١٠.
(٣) سقط فى ح، ش : الخير والشر.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة فى ح، ش.
(٥) سورة الإنسان الآية ٣.
(٦) سورة الأنعام الآية ٩٠.
(٧) في ب، ش إليكم.
(٨)


الصفحة التالية
Icon